2004-12-22 17:14:59

الكردينال فون غالين عدو النازيّة الّلدود قريباً إلى مجد المذابح طوباوياً


   صدّق قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني يوم الاثنَين الفائت مجموعة من المراسيم التي تُقرّ بعجائب تمّت بشفاعة عدد من الطوباويّين وخدام الله استعداداً لرفعهم إلى مجد المذابح. ومن بين أبطال القداسة هؤلاء برز وجه الكردينال فون غالين عدوّ النازيّة اللّدود الذي سيرفعه البابا قريباً إلى شرف الطوباويّين.

   ولد الكردينال فون غالين في السادس عشر من آذار /مارس/ من عام 1878 في مدينة فستفاليا بشمال ألمانيا. بعد إتمامه دروسه الإعداديّة والتكميليّة في مدرسة السيّدة العذراء في سويسرا انتقل إلى جامعة فريبورغ الكاثوليكيّة حيث أتمّ دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة. دخل المدرسة الإكليريكيّة في أبرشيّة مانستر عام 1903 ونال السيامة الكهنوتيّة عام 1904. انكب بعد سيامته على الخدمة الراعائية ككاهن لرعيّة القديس متّى في برلين، وفي عام 1933 عيّنه البابا أسقفاً على أبرشية مانستر حيث مكث لغاية وفاته في الثاني والعشرين من آذار /مارس/ من عام 1946 نتيجة التهاب حاد في الأمعاء.

   طُبعت حقبة خدمته الأسقفيّة بميزتَين أساسيّتَين: الميزة الأولى حبّه الكبير لأبناء أبرشيّته وانكبابه على مساعدتهم بكل ما كان يمتلك من مقدّرات ماديّة ومعنويّة. والميزة الثانية دفاعه المُستميت عن قطيع المؤمنين المُلقى على عاتقه من الهجمات الشرسة لأعداء الكنيسة ضدّهم، وبنوع خاص في ظل سيطرة النظام النازي. كما انكبّ على مساعدة اليهود لإنقاذهم من المحرقة ممّا دفع نظام هتلر إلى اضطهاده وتهديده واعتباره شوكة في خاصرة الزّعيم النازي الذي عجز عن اغتياله بسبب الشعبية الكبيرة التي كان يتمتّع بها هذا الأسقف لدى كاثوليك في منطقة فستفاليا الأكثر أهميّة وغنى آنذاك في أراضي الرايخ الألماني.

   ربطت هذا لأسقف علاقات وديّة مع السعيد الذكر البابا بيوس الثاني عشر الذي كان يرافق أخباره على الدوام دون أن يُخفي إعجابه بشجاعته وإقدامه، وأراد مجازاته خيراً على ما فعل فعيّنه كاردينالاً في الكنيسة الجامعة. ويوم لقائه في روما قال عنه علنيّة في بازيليك القديس بطرس:"لقد عانقت اليوم بطلاً تتبارك فيه كلّ الأمّة الألمانيّة".

   تميّزت حياة خادم الله الكردينال فون غالين بروحانيّة عميقة طبعتها الصلاة والإماتة من أجل ارتداد الخطأة، كما طبعتها الاستماتة بالدفاع عن المقهورين والمضطهدين على أيدي أعداء الكنيسة. وعلى مسافة خمسين عاماً من وفاته لا يزال الكاثوليك الألمان يذكرونه كواحد من أعظم أساقفة أمتّهم ورجالاتها، وقد أثار نبأ اقتراب إعلان تطويبه فرحاً كبيراً لدى كاثوليك ألمانيا الذين اعتبروا الحدث اعترافاً بفضله العظيم وإن بعد سنوات طويلة.








All the contents on this site are copyrighted ©.