2004-12-21 14:09:29

خطاب البابا إلى أعضاء الكوريا الرومانية


خطاب قداسة البابا إلى أعضاء الكوريا الرومانية بمناسبة تبادل التهاني بعيد الميلاد

استقبل قداسة البابا صباح الثلاثاء أعضاء الكوريا الرومانية بمناسبة تبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد. ووجه لهم كلمة قال فيها:"إن اقتراب الأعياد الميلادية يتسم بمشاعر الصفاء والسلام لأن ولادة يسوع حدثٌ يلج القلوب. والكلمة صار جسدا وحل فينا. ليتورجية الأيام القادمة ستذكرنا مرارا بهذه الحقيقة الأساسية لإيماننا. ولقاء أعضاء الكوريا الرومانية مع الحبر الأعظم يدخل في إطار هذه الأجواء الميلادية. أشكركم، مضى البابا إلى القول، على حضوركم وعطفكم على شخص خليفة بطرس سيما وأن مرور السنوات يجعلنا نشعر أكثر فأكثر بالحاجة إلى عون الله والبشر. أشكركم على التناغم الذي يميز عملكم في خدمة الكنيسة الجامعة كلٌ وفقا للمهام الموكلة إليه.

إن الطفل الإلهي الذي سنسجد له في المزود هو العمانوئيل، الله معنا، الحاضر في سر الخلاص. وإن التفاعل الرائع الذي يتحقق في بيت لحم بين الله والبشرية يظهر يستمر في سر القربان المقدس الذي هو ينبوع حياة وقداسة للكنيسة. رائعٌ هو هذا السر العظيم! حيث نرى في ظل مزود مأساة الصليب وانتصار فصح المسيح. لقد قبلت الكنيسة من ابن الله الذي صار إنسانا مهمة أن تكون علامة ووسيلة للشركة الحميمة مع الله ووحدة الجنس البشري بأسره. أيها الأخوة الأعزاء، إننا نعي أكثر فأكثر أن الشركة مع الله ووحدة جميع البشر، بدءا من المؤمنين، مهمة أولية ملقاة على عاتقنا. لقد دعا يسوع نفسه إلى الوحدة في الصلاة التي رفعها إلى الآب الخالق عشية آلامه. من الأهمية بمكان إعادة بناء الشركة التامة بين جميع المسيحيين. 

إن الاحتفال بسنة الإفخارستيا يهدف إلى إحياء العطش إلى الوحدة من خلال الإشارة إلى الينبوع الوحيد الذي لا يسبر غوره: المسيح نفسه. علينا أن نواصل مسيرتنا على درب الوحدة التي أعطاها المجمع الفاتيكاني الثاني دفعا جديدا. لأربعين سنة خلت وبالضبط في 21 من نوفمبر من عام 1964 تم إصدار الدستور العقائدي "نور الشعوب" حول الكنيسة في عالم اليوم والقرارين حول الكنائس الشرقية الكاثوليكية والحركة المسكونية. فلنشكر الله على الجهود المسكونية المستمرة على مختلف المستويات بفضل الاتصالات واللقاءات والمبادرات مع الإخوة من مختلف الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية. زد إلى ذلك الأهمية التي احتلتها هذه السنة زيارات ممثلين من هذه الكنائس إلى الفاتيكان. وأذكر منها زيارة الوفد المسكوني الفلندي ولا سيما زيارة البطريرك المسكوني برتلماوس الأول في شهر حزيران يونيو بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس ثم لشهر خلا تسليم رفات القديسين غريغوريوس النزيانزي ويوحنا فم الذهب. وآمل أن تعجل عودة أيقونة عذراء قازان إلى روسيا مسيرة الوحدة بين تلاميذ المسيح.

مضى قداسة البابا إلى القول:"وحدة الكنيسة ووحدة الجنس البشري! أرى هذا التطلع على وجوه الحجاج من مختلف الأعمار وبخاصة خلال لقاء الشبيبة في بيرن بسويسرا ولقاء الحركة الكاثوليكية الإيطالية في لوريتو. مَنْ القادر على إشباع هذا الجوع إلى الوحدة إنْ لم يكن المسيح؟ إن مسؤولية المؤمنين كبيرة سيما تجاه الأجيال الناشئة الواجب أن ننقل إليها الإرث المسيحي. ولهذا السبب لم أتردد ـ وبالأخص خلال الحج إلى لورد ـ في تشجيع الكاثوليك الأوروبيين على البقاء أمناء للمسيح لأنه في قلب الإنسان تنمو تلك الجذور المسيحية لأوروبا التي يتعلق بها مستقبل القارة والعالم بأسره. أود أن أكرر ما قلته  في الرسالة بمناسبة يوم السلام العالمي: علينا أن نقهر الشر بالخير. في ختام كلمته إلى أعضاء الكوريا الرومانية دعا قداسة البابا الحاضرين إلى توجيه نظرهم نحو الميلاد. وقال:" لا تخشى قلوبنا الصعاب لأنها تثق بك، يا طفل بيت لحم، يا من أتيت بيننا بمحبة كي يؤمن بك الجميع ويفتحوا قلوبهم لفادي الإنسان وأمير السلام! ثم منح البابا الجميع بركته الرسولية.

      

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.