2004-12-15 08:55:16


عُقد عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم مؤتمر صحفي في قاعة يوحنا بولس الثاني في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي لتقديم رسالة قداسة البابا بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي الحادي والتسعين للمهاجر واللاجئ يوم السادس عشر من شهر كانون الثاني يناير المقبل، تحت عنوان "الإندماج بين الثقافات." وقد شارك في المؤتمر الصحفي الكاردينال ستيفين فوميو هاماو، رئيس المجلس البابوي لراعوية المهاجرين والمتنقّلين، وسيادة المطران أغوستينو ماركيتّو، أمين سرّ المجلس ونائب أمين السرّ الأب مايكل بلوم.

كتب البابا في رسالته:"إن الإتصال بالآخر يقود للإنفتاح عليه ومعرفته بشكل أفضل. هي مسيرة تتطّلب نفسًا طويلا وتهدف إلى تأسيس مجتمعات وثقافات عبر جعلها أكثر فأكثر انعكاسًا لعطايا الله المتعدّدة للبشر. وفي هذه المسيرة، يلتزم المهاجر بإتمام الخطوات اللازمة من أجل إندماجه في المجتمع كتعلّم اللغة المحليّة والتكيف مع القوانين. وفي مجتمعاتنا المطبوعة بظاهرة العولمة والهجرة، من الأهميّة بمكان إيجاد توازن عادل بين احترام الهويّة الشخصيّة والإعتراف بهويّة الآخَر. أمّا الطريق الواجب سلوكه فهو الإندماج الحقيقي،  عبر نظرة ترفض التوقف فقط عند الإختلافات بين المهاجرين والسكان المحليين."

"والمسيحيون يعرفون تقدير العناصر الدينيّة والإنسانيّة الثمينة لدى الثقافات المتعدّدة. ولا بدّ أيضًا من ربْط مبدأ احترام التعددّيات الثقافيّة مع مبدأ الحفاظ على القيم المشتركة غير القابلة للتصرف، والمؤسَّسة على الحقوق الإنسانيّة الشاملة. وإذا كان المسيحيون صادقين مع أنفسهم، فلا يستطعيون بعد ذلك العدول عن التبشير بإنجيل المسيح، إنّما عليهم القيام بذلك عبر احترام معتقد الآخَر والعمل بالمحبّة التي أوصى بها القديس بولس المسيحيين الأوائل."

وختم الأب الأقدس رسالته بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي الحادي والتسعين للاجئ والمهاجر لعام 2005 قائلا:"إنّ صورة أشعيا النبي التي تحدّثتُ عنها مرّات عدّة خلال اللقاءات التي جمعتني بشبيبة العالم أجمع، من الممكن استخدامها لدعوة جميع المؤمنين ليكونوا "حرّاس الفجر." وبصفتهم حرّاسًا، على المسيحيين أن يصغوا أوّلا إلى نداءات المساعدة الصادرة عن أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين، وعليهم من بعد تنمية علامات رجاءٍ تمهّد نشأة مجتمع أكثر انفتاحًا وتضامنًا.

تجدر الإشارة إلى أنّ هناك مائة وخمسة وسبعين مليون مهاجر في العالم: ستة وخمسون مليونًا في أوروبا، خمسون مليونًا في آسيا، واحد وأربعون مليونًا في أمريكا الشمالية ، ستة عشر مليونًا في أفريقيا، ستة ملايين في دول أمريكا اللاتينيّة والكاراييب وستة ملايين في أوقيانيا. وفي طليعة الدول التي استضافت أكبر عدد من المهاجرين الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

 


 








All the contents on this site are copyrighted ©.