صلاة قداسة البابا في الذكرى السنويّة المائة والخمسين على إعلان عقيدة الحبل بلا دنس

 محطّة ساحة إسبانيا في وسط روما، وتحديداً أمام تمثال السيّدة العذراء، باتت ثابتة ليوحنّا بولس الثّاني الذي أبى الرزوح تحت وطأة تعب المهام وثقل السّنين، لتجربة العزف عن إتمامها، بل توجّه عند الساعة الخامسة من عصر أمس حاملاً إكليلاً من الزهر وُضع حول عنق تمثال العذراء المرتفع على عامود كبير وسط الساحة، تخليداً لعقيدة الحبل بلا دنس التي نُحيي في هذه الأيام الذكرى السنويّة المائة والخمسين على إعلانها بفم السّعيد الذكر البابا الطوباوي بيوس التاسع.

   رفع البابا باسم الكنيسة صلاة قال فيها:

   "أيتها العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة! جئنا إليك اليوم أيضاً لإكرامكِ أمام قاعدة هذا العامود الذي يرتفع عليه تمثالِكِ ساهراً بمحبّة على مدينة روما والعالم كلّه منذ أن أعلن البابا بيوس التاسع لمائة وخمسين سنة خلت، حقيقة الإيمان الكاثوليكي بأنّكِ محفوظة من كلّ وصمة خطيئة في ضوء سرّ موت وقيامة يسوع المسيح ابنكِ.

   أيتها العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة! إنّ جمالَك الخالد هو لنا مصدر ثقة ورجاء. وأن تكوني لنا أمّا أيتها العذراء القديسة يزرع في قلوبنا الطمأنينة للمضي قدماً على دروب الحياة نحو خلاصنا الأبدي. لهذا نسألك يا مريم واثقين وهاتفين: ساعدينا في بناء عالم تلقى فيه حياة الإنسان على الدوام الاحترام والمحبّة والحماية من كلّ أشكال العنف المرفوضة...

   أيتها العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة! في السّنة القربانيّة هذه، امنحينا المجال لنحتفل ونعبد بإيمان مُتجدد ومحبّة مضطرمة سرّ جسد ودم سيّدنا يسوع المسيح. في مدرستِك أيتها المرأة القربانيّة، علّمينا أن نتذكّر الأعمال العظيمة التي صنعها الله ولا يزال في قلوب البشر... وقودي خطانا على دروب الخير. آمين!