2004-12-08 15:06:03

قداسة البابا يترأس في الفاتيكان قدّاس عيد السيّدة العذراء سلطانة الحبل بلا دنس


   في مثل هذا اليوم، لمائة وخمسين سنة خلت، أعلن السّعيد الذكر البابا الطوباوي بيوس التّاسع عقيدة الحبل بلا دنس، وبات منذ ذلك الحين يوم الثامن من كانون الأوّل من كلّ عام، عيداً للسيّدة العذراء سلطانة الحبل بلا دنَس.

   بالمناسبة ترأس قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني عند الساعة التاسعة والنصف من صباح هذا الأربعاء، قدّاساً إلهياً في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان عاونه فيه عدد كبير من الكرادلة والأساقفة والكهنة وحضره آلاف المؤمنين الذين أصغوا إلى الكتب المُقدّسة من ثمّ إلى عظة قداسته التي ألقاها بعد تلاوة الإنجيل، واستهلّها بآية من إنجيل لوقا:"إفرحي أيّتها الممتلئة نعمة، الرّب معَكِ".

   بنفس الكلمات التي تلفّظ بها رئيس الملائكة جبرائيل، أضاف البابا، نتوجّه إلى العذراء مريم مرّات عديدة في اليوم الواحد، ونكرّرها بحرارة وفرح في هذا العيد، عيد الحبل بها بلا دنس مُتذكّرين الثامن من شهر كانون الأوّل ديسمبر من عام 1854، عندما أعلن البابا بيوس التاسع، من البازيليك الفاتيكانيّة، هذه الحقيقة عقيدة للإيمان الكاثوليكي.

   كم هو عظيم سرّ الحبل بالعذراء مريم بدون الخطيئة الأصليّة، سرّ ما برح يجلب عقول المؤمنين للتأمّل به ويُثير اهتمام اللاهوتيّين للتعمّق بدراسته. "أيّتها الممتلئة نعمة"، هذا هو الاسم الذي اختاره الله عبر رسوله الملاك لمريم المباركة بين النّساء منذ بداية الأزمنة وحتّى انقضائها.

   لقد اختار الله الآب مريم قبل أن يخلق العالم لتكون قديسة ومعصومة من دنس الخطيئة، وأدخلها في سرّ حبّه الأبدي لتكون باكورة أبناء الله بالتبنّي من خلال عمل يسوع المسيح. إنّها من سلالة من سيسحقون رأس الثعبان، أي الحمل الطاهر الذي ذُبح ليفدي البشرية من الخطيئة. وتحضيراً لهذا الفداء حفظ الله مريم من دنس الخطيئة الأصليّة ليكون الانتصار على الخطيئة ليس بآدم الجديد فقط بل بحواء الجديدة أيضاً، أمّ جميع المفتدين ورجاء جميع الأحياء الذين انتصروا على الشيطان بواسطة دم الحمل.

   وفي ختام عظته تلا الحبر الأعظم صلاة أسلم فيها الكنيسة لعناية العذراء مريم قال فيها:

   "إليكِ، يا مريم البريئة من دنس الخطيئة، المختارة من الله وأسمى خلائقه، يا محامية النّعمة ومثال القداسة لجميع المؤمنين، أجدّد اليوم تسليمي لكنيسة بأجمعها لعنايتكِ الوالديّة.

   كوني أنتِ مرشدة أبنائها في مسيرة حجّهم الإيمانيّة على هذه الأرض، واجعليهم أكثر طواعيّة وأمانة لكلمة الله.

   كوني أنتِ الرّفيق لكلّ مسيحي في مسيرة ارتداده وقداسة ذاته، وفي صراعه ضدّ الخطيئة بحثاً عن الجمال الحقيقي الذي هو انعكاس للجمال الإلهي.

   كوني يا مريم الوسيط الذي يستمدّ من الله السّلام والخلاص لكلّ الأمم. وليُجدّد الله الآب بواسطتكِ عجائب حبّه الرّحيم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.