2004-12-08 15:06:41

عيد السيِّدة العذراء مريم سلطانة الحبل بلا دَنَس


   في عيد السيِّدة العذراء مريم، سلطانة الحبل بلا دَنَس، نحتفل بعقيدة إيمانية راسخة في الكنيسة، بأنَّ الله، وبامتياز خاص، واستعداداً لولادة وموت يسوع الخلاصي، حَفِظَ مريم منذ ولادتِها من دنس الخطية الأصليَّة. وهذا التقليد العريق ثبَّته البابا بيوس التاسع عام 1854 بعقيدة الحبل بلا دَنَس، وشَهِدَ تأكيداً أكبر بظهورات العذراء مريم في لورد بفرنسا عام 1858، حيث سمَّت العذراء مريم نفسها:"سيِّدة الحبل بلا دَنَس" بعمل العناية الإلهيَّة التي أعدَّتها لتكون المسكِنَ الأرضي الأوَّل لابن الله.

   من دعاة تثبيت عقيدة الحبل بلاد دنس التي لاقت معارضة شديدة من بعض اللاهوتيِّين في الكنيسة، كان الرهبان الفرنسيكانيِّين، وبنوع خاص اللاهوتي Duns Scoto في عام 1308.

   تقليد الاحتفال بعيد الحبل بالعذراء مريم قديم جداً، إذ نجد في الشَّرق عيد "حبل القديسة حنَّة بمريم"، الذي يعود للقرن الثامن، وانتقل هذا العيد في القرن التاسع إلى إيطاليا، وفي إنكلترا حُدِّد في القرن العاشر تاريخ الثامن من كانون الأوَّل /ديسمبر/ موعداً للعيد. وبات في القرن الرابع عشر عيداً شاملاً في كلِّ الكنيسة.

   بعد إعلان البابا بيوس التاسع عن عقيدة الحبل بلاد دنس في عام 1854، صنع الفنان الإيطالي Luigi Poletti تمثالاً كبيراً للعذراء مريم رُفِعَ على عامود أثري كبير في ساحة إسبانيا، وسط روما، حيث يتوجَّه البابا كلَّ عام في مثل هذا اليوم لتقديم الإكرام بالورود والزهور إلى العذراء مريم.

   وعصر اليوم سيتوجّه قداسته إلى ساحة إسبانيا لوضع إكليل من الزّهر أمام تمثال السيّدة العذراء، وهو موعد لم يتخلّف قداسة البابا عن إتمامه، منذ اعتلائه السدّة البطرسيّة، بالرغم من تقدّمه في السنّ وتراجع حالته الصحيّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.