2004-12-01 16:09:16

في مقابلة الأربعاء العامّة قداسة البابا يحدّث المؤمنين عن المزمور الحادي والسبعين


أجرى قداسة البابا يوحنا بولس الثاني قبل ظهر الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين،وتابع تعليمه الأسبوعي عن صلوات المساء في الكنيسة مُركزًا على شرح المزمور الحادي والسبعين الذي يسلّط الضوء على الإلتزام الخلقي في حكم الشعب بالعدل والإنصاف: "اللّهم اجعَلْ أحكامَكَ للملِك وعدلَك لإبن الملِك، فيحكُمَ لشعبكِ بالعدلِ ولبائسيك بالإنصاف... يقضي لبائسي الشّعب ويخلّص بني المساكين." وكما يحكم الرب العالم بالعدل، فهكذا الملك، ممثّله المنظور على الأرض، وفقًا للمفهوم الكتابي القديم، عليه أن يتشبّه بعمل الله.

وأضاف البابا يقول في تعليمه الأسبوعي:إذا ما انتُهكت حقوق البائسين، فلا يُرتكب عمل سياسيّ خاطئ وغير مقبول من الناحية الأخلاقية وحسب، فبالنسبة للكتاب المقدّس إنّه عمل ضدّ الله، لأنّ الربّ هو أبو اليتامى وقاضي الأرامل والمدافع عن البؤساء والمظلومين. ويقول النبي أشعيا "إنّ الربّ يقضي للمساكين بعدلٍ ويحكُمُ لبائسي الأرض بإنصاف." ووفقًا لنبوءة إرميا "فإنّها ستأتي أيّامٌ يقولُ الربُّ أُقيمُ فيها لداودَ نبتًا صدِّيقًا ويملِكُ ملكٌ يكون حكيمًا ويُجري الحكمَ والعدلَ في الأرض."

وبعد ابتهال عطيّة العدل، ينتقل صاحب المزمور ليتأمّل بالمُلك المسيحاني "فيخشونَكَ ما دامتِ الشمسُ والقمرُ إلى جيلِ الأجيال. ينبتُ في أيّامهِ الصدّيقُ وكثْرةُ السّلامِ إلى أنْ يضمحلَّ القمر." ملكٌ مثمر وصاف، ويعلّم دومًا قيمَتين جوهريتَين:العدل والسّلام. ويرسم صاحب المزمور أيضًا الأطر حيث يوضع ملْكُ العدل والسلام للمسيح الملك:"ويملكُ من البحرِ إلى البحرِ ومن النّهر إلى أقاصي الأرض... ملوكُ ترشيشَ والجزائر يحملونَ إليه الهدايا. ملوكُ شبأ وسبأ يقرّبونَ له العطايا ويسجدُ له جميعُ الملوكِ وتتعبّدُ له كلُّ الأمم."

ونتذكّر هنا قال الأب الأقدس كلمات من نبوءة زكرّيا:" ابتهجي جدًّا يا بنتَ صهيونَ واهتفي يا بنتَ أورشليم هوذا ملكُكِ يأتيك صدّيقًا مخلِّصًا ووديعًا... واستأصلُ العجلةَ من أفرائيمَ والخيل من أورشليم وتُستأصلُ قوسُ القتال ويتكلّمُ بالسَّلامِ للأممِ ويكونُ سلطانُهُ من البحرِ إلى البحر ومن النّهرِ إلى أقاصي الأرض." وفي ختام مقابلته العامّة، حيّا قداسة البابا المؤمنين القادمين من بلدان عديدة من العالم ومنح الجميع بركته الرسولية.

 


 








All the contents on this site are copyrighted ©.