2004-11-30 16:47:34

تحيّة رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيّين في احتفال عيد القديس أندراوس في اسطنبول


   تحتفل الكنيسة اليوم بعيد القديس أندراوس الرّسول، شفيع بطريركيّة القسطنطينيّة الأرثوذكسيّة في الفنار بتركيا. ويُشكّل هذا العيد محطّة هامّة في مسيرة الحوار المسكوني بين الكاثوليك والأرثوذكس، إلى جانب عيد القدّيسَين بطرس وبولس، إذ يتمّ بين كنيستَي روما والقسطنطينيّة تبادل البعثات الكنسيّة لتقاسم أفراح الأعياد.

   عيد القديس بطرس وبولس في حزيران يونيو الماضي ميّزه حضور البطريرك المسكوني برتلماوس الأوّل في الاحتفالات الفاتيكانيّة على رأس البعثة الأرثوذكسيّة، وكان من المتوقّع أن يردّ البابا الزيارة اليوم بمناسبة عيد القديس أندراوس إلى اسطنبول على رأس بعثة فاتيكانيّة وبيده ذخائر القدّيسَين العظيمَين غريغوريوس النزيانزي ويوحنّا فم الذّهب، ولكن حالته الصحيّة حالت دون ذلك، ممّا دفع بالبطريرك المسكوني الرجوع إلى روما لتسلّم الذخائر المُقدّسة في احتفال رئسه مع البابا يوم السّبت الفائت في بازليك القديس بطرس في الفاتيكان.

   رافقت الذخائر المقدّسة إلى اسطنبول أيضاً بعثة للكرسي الرّسولي برئاسة الكردينال فالتر كاسبير، رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيّين الذي وجّه تحيّة في احتفال اليوم في كنيسة الفنار المسكونيّة، ذكّر فيها بالرسالة التي وجّهها قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني إلى البطريرك برتلماوس الأوّل يوم تسليمه الذخائر المُقدّسة، والتي تُشكّل تعبيراً لتنامي الشركة بين كنيسة روما والقسطنطينيّة في السنوات العشر الماضية. فبعد اللقاء التارخي، لأربعين سنة خلت، بين بطريرك القسطنطينيّة آنذاك أثناغوراس والبابا بولس السادس على جبل الزّيتون في مدينة القدس، انطلقت مرحلة جديدة من العلاقات بين الكنيستَين بعد "ليل الانفصال المظلم" كما وصفها البطريرك أثناغوراس، وبعد مرحلة "الصمت" و "الانتظار" كما وصفها البابا بولس السادس. منذ ذلك الحين، أضاف الكردينال كاسبير في تحيته للبطريرك المسكوني، انطلق حوار المحبّة والحقيقة...

   وفي سياق كلمته تحدّث نيافته عن هدف الكرسي الرّسولي بإعادة الذخائر إلى مكانها الأصيل، والذي لا يتلخّص بالهبة المجانيّة وعلامات الصداقة الإنسانيّة فقط، لأنّ هذه الذخائر تعود لقدّيسَين ومعلّمَين للإيمان الواحد الذي يربط الشّرق بالغرب.

   إنّ ما يجمعنا، أضاف نيافته في تحيته أثناء احتفال عيد القديس أندراوس في اسطنبول، أكثر بكثير ممّا يُفرّقنا، فهو ليس اتّحاداً بشرياً صرفاً، بل اتّحاد إيمان أعلنه وعاشه ومات من أجله كلٌّ من القديسَين يوحنّا فم الذّهب وغريغوريوس النزيانزي. إنّها شركة الإيمان بيسوع المسيح، الإله الحقّ والإنسان الحقّ، وبالثالوث الأقدس... وبإعلان بشارة خلاص يسوع  المسيح في كلّ الأرض.

   وفي ختام تحيّته استشهد نيافته بعبارة للقديس يوحنّا فم الذهب يُحذّرنا فيها من عدم إبقاء تحية صلاتنا "السلام مَعَكَ"، شكليّة فقط بل لنجسّدها بأعمال المحبّة والحقيقة.








All the contents on this site are copyrighted ©.