رسالة رئيس المجلس البابوي لراعويّة الصحّة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز

احتفالاً باليوم العالمي لمكافحة الإيدز، الموافق سنويًّا تاريخ الأوّل من شهر ديسمبر كانون الأوّل، وجّه رئيس المجلس البابوي لراعويّة الصحّة الكردينال خافيير لوزانو بارّاغان رسالة إلى رؤساء المجالس الأسقفيّة والأساقفة المكلّفين براعوية الصحّة وجميع شعب الله.

عبّر نيافته عن قلقه إزاء النتائج الخطيرة لهذا المرض على الصحّة وأوضاع الحياة وعلى كرامة النساء والفتيات في مناطق عديدة من العالم. فتأثيرات فيروس نقص المناعة البشريّة/الإيدز على النساء تزيد من اللامساواة وتمنع مسيرة التقدّم باتجاه شموليّة الحقوق. وحين تنتشر العدوى بين النساء، ركيزة العائلات والمجتمعات، تزداد مخاطر إنهيار المجتمع. أمّا الكنيسة فتدافع عن المرأة وكرامتها وتعمل لتكافح التمييز الذي، وحتى يومنا هذا، يخيّم على جزء كبير من مجتمعنا، مطالبة ببذل جهود إضافيّة لإلغاء التمييز بحقّ النساء في مجالات التعليم والحفاظ على الصحّة والعمل.

وأضاف الكردينال بارّاغان يقول: إنّ فيروس نقص المناعة البشريّة/الإيدز مأساة إنسانيّة، ويشكّل لخطورته تحديّا كبيرًا على المستوى العالمي. وتشير أرقام تقرير الأمم المتّحدة لعام 2004 إلى أنّ أكثر من اثنين وعشرين مليون شخص ماتوا في العالم بسبب داء الإيدز منذ بداية ظهروه في الثمانينات. وفي دول عديدة سيّما في القارّة الأفريقيّة، فإنّ المرض انتشر بسرعة كبيرة حاملا معه الموت والفقر والألم. ويُتوقّع أن يسبّب الإيدز في عام 2025 وفاة واحد وثلاثين مليون شخص في الهند وثمانية عشر مليونًا في الصين.

أوضاع الأطفال المصابين بهذا الداء مأساويّة ايضًا، ويُقدّر وبحلول العام 2010 أن يصبح عدد الأطفال اليتامى في أفريقيا جنوب الصحراء، ثمانية عشر مليونا، علمًا بأنّ الإيدز يتّم في عام 2003 وحده خمسة ملايين طفل. وأشار الكردينال بارّاغان إلى أنّ قداسة البابا وفي مناسبات عديدة تحدّث عن هذه المشكلة وزوّدنا بالتوجيهات اللازمة، وشدّد أيضًا في رسالته احتفالا باليوم العالمي للمريض لعام 2005 على أهميّة التربية على احترام القيمة المقدّسة للحياة. والكنيسة الكاثوليكيّة ومنذ ظهور هذه الآفة الخطيرة، قدّمت إسهامها الخاص للوقاية من انتقال فيروس نقص المناعة البشريّة ومساعدة المرضى وعائلاتهم اجتماعيًّا وروحيًّا وراعويًّا، واليوم ستّة وعشرون بالمائة من مراكز العناية بمرض الإيدز في العالم كاثوليكيّة. والمجلس البابوي لراعويّة الصحّة تجاوب بدوره مع مطلب قداسة البابا، حين دعا أساقفة أمريكا وأستراليا وأوروبا إلى الإتحاد مع أساقفة أفريقيا لمواجهة هذا المرض بفاعليّة أكبر.

وختم رئيس المجلس البابوي لراعويّة الصحّة الكردينال خافيير لوزانو بارّاغان رسالته احتفالا باليوم العالمي لمكافحة الإيدز، مقترحًا بعض الأفكار من أجل مكافحة أكثر فعاليّة لهذا المرض وبينها: دعم البرامج العالميّة لمحاربة فيروس نقص المناعة البشريّة/الإيدز؛ إلغاء جميع أشكال التمييز بحقّ مرضى هذا الداء؛ دعوة الحكومات إلى توفير الأوضاع الملائمة لمحاربة هذه الآفة؛ مطالبة الدول الصناعيّة بمساعدة البلدان المحتاجة إلى الدعم اللازم لمكافحة الإيدز؛ تخفيض أسعار الأدوية الضروريّة لمعالجة المرضى؛ إيلاء اهتمام أكبر بمعالجة الأطفال وحماية الذين يتّمهم هذا الداء.