2004-11-27 17:29:24

البطريرك المسكوني يتسلّم من البابا في احتفال مهيب في الفاتيكان ذخائر القدّيسَين غريغوريوس النزيانزي ويوحنّا فم الذّهب


   ترك الاحتفال المسكوني الذي رئسه قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني والبطريرك الأرثوذكسي برتلماوس الأوّل في بازيليك القدّيس بطرس في الفاتيكان، ترك وقعه الإيجابي في قلوب أبناء الكنيستَين الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة، وكان جرعة رجاء في مسيرة الحوار الهادفة لبلوغ الوحدة التامّة بين المسيحيّين.

   وكان تسليم البابا ذخائر القدّيسَين غريغوريوس النزيانزي ويوحنّا فم الذّهب للبطريرك المسكوني، نوعاً من الإنصاف التاريخي لهذَين البطريكَين العظيمَين اللّذَين تربّعا منذ مئات السنين على عرش الكنيسة البيزنطيّة، ومبادرة حسن نيّة بالسّعي قدماً لإنجاح الحوار المسكوني.

   غمرت المناسبة الجميع بالفرح والرجاء، وجاء تعليق البابا عليها في رسالة إلى البطريرك برتلماوس الأوّل، تذكّر في مُستهلّها لقاءهما في الفاتيكان يوم عيد القدّيسَين بطرس وبولس في التاسع والعشرين من حزيران /يونيو/ الماضي، وشكر الله على الفرصة الجديدة التي سنحها مجدّداً لتحقيق لقاء ثانٍ على ضريح الرّسول بطرس، لقاء محبّة أخوي، ولقاء صلاة وإرادة راسخة بالمضي معاً في مسيرة بلوغ الوحدة الكاملة والمنظورة التي أرادها المسيح لرُسله.

   وأكّد البابا في رسالته على أن إكرام ذخائر القدّيسَين غريغوريوس النزيانزي ويوحنّا فم الذّهب، ملفانَي الكنيسة، وبطريركَي القسطنطينيّة، هي مناسبة تُعيّد لها الكنيسة الكاثوليكيّة منذ عصور بعيدة، وكلّ مرّة نُُصلّي لهما، أضاف البابا، نَشعر بقوّة قداستهما التي تثبّتنا في الإيمان وتسكب الرجاء في القلوب.

   وها هي اللّحظة، أضاف البابا في رسالته إلى البطريرك  الأرثوذكسي برتلماوس الأوّل، التي تعود فيها، إلى القسطنطينيّة، بقايا جسدَيهما اللّذَين تحمّلا الاضطهاد والآلام بسبب سيرهما وراء المسيح. وحدث انتقال هذه الذخائر المُقدّسة، نراه فرصة مباركة وملائمة لتنقية الذاكرة التاريخيّة المجروحة، فنجدّ السّير مُنشدين المصالحة إثباتاً لإيمان هذَين القديسَين، الذي هو إيمان كنائس الشّرق والغرب.

   ووصف البابا المناسبة بالفرصة الملائمة لتوحيد النوايا في الصلاة طلباً لشفاعتهما، حتّى يُسرِّع الرّب يسوع مجيء تلك الساعة التي نتمكّن فيها، كاثوليك وأرثوذكس، من عيش الوحدة التامة بالاحتفال معاً بالذبيحة الإلهيّة، فيؤمن العالم أنّ يسوع المسيح هو الرّب والمخلّص.

   وأكّد البابا في ختام رسالته للبطريرك برتلماوس لأوّل، على أنّه لن يكلّ أبداً في البحث بحزم وثبات عن تحقيق الوحدة التامّة بين رسل المسيح، لأنّ رغبته في تحقيق إرادة الله هي أن يكون خادماً للوحدة "بالمحبّة والحقّ" من أجل إيصال سفينة الكنيسة إلى برّ الأمانة.








All the contents on this site are copyrighted ©.