2004-11-22 17:07:23

أربعون عاما ًعلى تصديق دستور المجمع الفاتيكاني الثاني نور الأمم


   لأربعين سنة خلت صدّق آباء المجمع الفاتيكاني الثّاني الدستور المجمعي "نور الأمم"، الذي يُشكّل المفتاح الرئيسي لشرح كلّ أعمال المجمع المسكوني.

   حمل هذا الدستور في طيّاته للكنيسة التجدد، ولكنّ تاريخ الكنيسة يُظهر أن الجديد والقديم يتلاقيان معاً. فالجديد ينمو في حمى القديم، والقديم يجد في الجديد تعبيره الأكمل. في دستور "نور الأمم" تساءلت الكنيسة حول هويّتها وعمّقت معنى سرّها الذي هو جسد وعروس المسيح. كما تمّ تقييم معنى عبارة "شعب الله"، و "كهنوت المعمّدين المُشترك"، أي الكهنوت العام وكهنوت الخدمة...، كما أُعيد اكتشاف عبارة الشركة الأسقفيّة، أي خدمة الأساقفة الراعوية بالاتحاد مع خليفة بطرس.

   ويؤكّد الدستور المجمعي أيضاً على أهميّة الحوار المسكوني انطلاقاً من دعوة جميع المعمّدين إلى القداسة؛ كما يُظهر عظمة الحياة الرهبانيّة والمشورات الإنجيليّة، ويُسطّر الطابع الإلهي للكنيسة السائرة في بحر هذا العالم واتحادها بالكنيسة السماويّة. كما حمل دستور "نور الأمم" فصلا جديداً تحدّث عن الطوباويّة مريم العذراء ، أم الله في سر المسيح وكنيسته، بنظرة لاهوتيّة مُبدعة أظهرت دور مريم في تاريخ الخلاص، وشفاعتها الوالديّة الخاضعة لابنها يسوع الذي تستمدّ منه طبيعة العبادة لمريم العذراء في الكنيسة أساسها وفعاليّتها.

   كما أعطى دستور "نور الأمم" تحديداً جديداً لدور العلمانيّين في الكنيسة. فعلى عاتق المؤمنين العلمانيّين تقع مسؤولية معالجة الأشياء الزمنيّة وتنظيمها حسب مخطّط الله لكيما يبلغ أناس كلّ الأماكن والأزمان. كما يحث "نور الأمم" جميع المسيحيّين على طاعة الكنيسة وتعاليمها من خلال الإصغاء لكلام البابا والرعاة المُستقيمي الرأي.








All the contents on this site are copyrighted ©.