2004-11-21 11:46:11

تحتفل الكنيسة هذا الأحد باليوم العالمي للراهبات المحصّنات


   تحتفل الكنيسة هذا الأحد، الحادي والعشرين من الجاري، باليوم العالمي للراهبات المحصّنات وبعيد تقدمة الطفلة مريم العذراء إلى الهيكل. تسعى الكنيسة من خلال هذا اليوم إلى لفت انتباه جميع المؤمنين إلى أخواتنا الراهبات اللواتي يصرفن حياتهنّ بالصلاة والعمل الصامت والخفي بين جدران الدير، بالإضافة إلى حثّ المحسنين على توفير حاجاتهنّ الماديّة.

   قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني، وتأكيداً منه على عمق وأهميّة حياة الراهبات المحصّنات في الكنيسة، أنشأ ديراً لهنّ داخل الأسوار الفاتيكانيّة تتناوب عليه كلّ خمس سنوات رهبنة نسائيّة محصّنة، ابتداءً من راهبات القديسة كلارا، فالراهبات الكرمليّات وصولاً إلى راهبات القديس مبارك اللاّتي وصلنَ إلى الفاتيكان في السابع من شهر تشرين الأوّل أكتوبر الفائت.

   تشهد الراهبات المحصّنات بطريقة عيشهنّ لأولويّة الله في الحياة. فهو فوق كلّ المخلوقات والأشياء. الحياة المحصّنة هي عطية سخيّة وثمينة من الروح القدس للكنيسة وكلّ الشعب المسيحي، لأنّها تشهد وتُعلن ملكوت الله إلى جانب الخدمات الكنسيّة الأخرى الهادفة لحمل بشارة الإنجيل في كلّ أوجه الحياة الراعويّة وتعابيرها. ساهمت الجماعات التأمليّة المحصّنة على الدوام، وبطريقة خفية، في الدفاع عن الإنجيل وانتشاره في كلّ الأمم من خلال الصلاة المكثّفة لأجل المرسلين.

   يتساءل ربّ امرئ اليوم عن قيمة الحياة الرهبانيّة المحصّنة وسط مجتمع براغماتي هدفه إرضاء الرغبات والسعي وراء السعادة العابرة، فيكتشف بسطحيّته أن لا نفع لها. ولكن وجود الراهبات المحصّنات يأخذ معناه الحقيقي والكامل بنظرة محبّة وإيمان: فحبهنّ اللاّمتناهي لله باسم جميع البشر غايته خلاص كلّ الإخوة والأخوات في العالم. إنّ جرعة حبٍّ بريئة وصافية أثمن عند الله من كلّ الأعمال مهما عَظُمَت.

   يبلغ عدد الراهبات المحصّنات اليوم في العالم نحو خمسين ألف راهبة يتوزّع العدد الأكبر منهنّ على ثلاث رهبانيّات. الأولى رهبانيّة القديسة كلارا وتعدّ عشرين ألف راهبة مُحصّنة؛ والثانية الرهبانيّة الكرمليّة وتعدّ اثنَتي عشرة ألف راهبة، والثالثة رهبانيّة القديس مبارك وتعدّ خمسة آلاف راهبة.








All the contents on this site are copyrighted ©.