2004-11-19 17:07:26

قداسة البابا يستقبل المشاركين في اللقاء الثامن لمجلس ما بعد سينودوس الأساقفة الخاص بآسيا ويتحدّث عن قمع الحريات الدينيّة


   استقبل قداسة البابا قبل ظهر يوم الجمعة الجاري في الفاتيكان المشاركين في اللقاء الثامن لمجلس ما بعد سينودوس الأساقفة الخاص بآسيا، ووجّه لهم كلمة توقّف فيها عند سعي أساقفة هذه القارّة الشاسعة في تطبيق الإرشاد الرّسولي ما بعد السينودوس، وهو سعي يستوجب الحوار المثمر والبناء وسط مجتمعات متعدّدة الأعراق والثقافات، وحيث يُنظر إلى المسيحيّة أحياناً كثيرة، كديانة غريبة.

   وسطّر البابا في كلمته ظاهرة ارتفاع عدد الشباب في قارّة آسيا، وهو حافز إيجابي للمُستقبل وتحدٍّ للحاضر. إيجابي لأنّ الأجيال الطالعة والواعدة مُستعدّة لتكريس طاقاتها بالكامل من أجل قضيّة ما. أمّا التحدّي فيقف أمام الأحلام التي لم تتحقّق مخلّفة وراءها الخيبة التي تقود الشباب بسهولة للسير وراء الإيديولوجيّات المُتطرّفة.

   وأكّد البابا على عزم الكنيسة المساهمة في دعم قضيّة السّلام في آسيا، حيث تتسبّب الصراعات المُسلّحة والإرهاب بسقوط أعداد كبير من الضحايا البشريّة. وخصّ البابا في تفكيره أيضاً الأرض المُقدّسة "قلب المسيحيّة" والعزيزة على قلوب جميع أبناء إبراهيم، وأعرب عن أسفه لاتّساع رقعة الحرب فيها في السنوات القليلة الماضية، وشدّد على ضرورة بناء السلام بمساعدة جميع الناس ذوي الإرادة ا الحسنة بالرغم من كل الصعوبات.

   ولأجل نقل الإنجيل إلى كلّ ناحية من نواحي هذه القارّة، اقترح قداسة البابا في كلمته على جميع المؤمنين بالمسيح أن يُدخلوا الإيمان إلى كلّ ناحية من نواحي الحياة على مثال القدّيسين والشهداء الآسيويّين الذي قدّموا للإيمان المسيحي شهادة الدّم. وحيث يعاني المسيحيّون من قمع الحريات الدينيّة، طالبهم البابا بعيش شهادة حياة صامتة حاملين الصليب وسائرين على خطى المسيح المتألّم والمصلوب لبلوغ اليوم الذي تتحقّق فيه الحريّة الدينيّة.

   ولم ينسَ البابا في كلمته الحديث عن الحوار بين جميع المسيحيّين الذي يُميّز حياة الكنيسة في آسيا. فروح الحوار، قال البابا، يجب أن تسود بالرغم من العوائق لتبقى الكنيسة أمينة لدعوة المسيح لها بإعلان الإنجيل بتمامه على جميع الأمم... كما تحدّث البابا عن ضرورة الحوار مع القيم الثقافيّة والدينيّة لدى الشعوب المختلفة.

   ثمّ حثّ البابا مسيحيّي آسيا، في ختام كلمته إلى المشاركين في الاجتماع الثامن لمجلس ما بعد سينودوس الأساقفة الخاص بالقارّة الآسيويّة، على اتّباع المسيح بأمانة لينشروا من خلال التزامهم عطيّة السّلام والمحبّة على الجميع. وسأل العذراء مريم، أم آسيا، أن تنال لكل دول هذه القارّة  عطيّة السّلام، ثمّ منح الجميع بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.