2004-11-17 16:09:02

في مقابلة الأربعاء العامّة البابا يحدّث المؤمنين عن المزمور السادس والستين ويقول ينبغي أن نهدم جدران الإنقسام والعدواة والحقد


أجرى قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني صباح اليوم مقابلته العامّة المعتادة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وتحدّث عن المزمور السادس والستين ومطلعه:" ليرحمْنا الله وليباركْنا"، واستهلّ تعليمه في عبارة المزمور القائلة:"الأرضُ أعطتْ ثمرَتَها"، وأشار إلى أنّ هذه العبارة تجعلنا نفكّر بنشيد شكر موجّه إلى الخالق على ثمار الأرض وعلاقة البرَكة الإلهيّة، وقال: إنّ هذا النعصر الطبيعي يتشابك جدًّا مع ذلك التاريخي، إنّ ثمار الطبيعة تُعتبر فرصة لطلب مكرّر هو أن يبارك الله شعبه وأن تتوجّه أنظار جميع الشعوب إلى إسرائيل محاوِلة الوصول إلى الله المخلّص."

ثمّ أكّد قداسته على أنّ البرَكة الإلهيّة المطلوبة من شعب الله المختار تظهر فعليًا في خصب الحقول، ولهذا يبدأ المزمور بعبارة تُعيدنا إلى البركة الكهنوتيّة الشهيرة المدوّنة في كتاب العدد:"يباركُك الربُّ ويحفظُك، يضيئ الربُّ بوجههِ عليك ويرحمُك. يرفعُ الربُّ وجهَه نحوك ويمنحُك السَّلام."

وأضاف البابا مبرزًا أنّ موضوع البرَكة يتكرّر في نهاية المزمور حيث تظهر من جديد ثمار الأرض، وحيث نجدُ ذلك الموضوع المسكوني الذي يمنح جوهرًا روحيًا لكلّ النشيد وأفقًا واسعًا مدهشًا. إنّه انفتاح يعكس شعور شعب الله المختار المستعدّ أن يتواجه مع جميع شعوب الأرض. وتابع قداسته يقول: بفضل البرَكة الإلهيّة التي يطلبها إسرائيل تستطيع كلّ البشريّة أن تتعرّف إلى السبيل والخلاص الإلهيَين أي تدبيره الخلاصي.

وهكذا يبان لجميع الثقافات وكل المجتمعات أنّ الله يقضي ويدبّر الأرض والأمم قائدًا كلا منهم نحو أفق العدالة والسَّلام. وهذه الكرازة المسيحيّة التي يرسمها الرسول بولس حين يُذكّر بأنّ خلاص جميع الشعوب قو قلب السرّ أي التدبير الإلهي الخلاصي. إنّ الأمم من أهل الميراث وأعضاء الجسد وشركاء في الموعد في المسيح يسوع بالإنجيل.

وسطّر الأب الأقدس في تعليمه أنّ شعب الله المختار أصبح قادرًا أن يطلب من الله أن تتشارك جميع الشعوب في تمجيده: ليفرَح الأممُ ويرنّموا لأنّك تَدين الشعوب بالإستقامة. وتمهّد أمنية المزمور السادس والستين إلى حدث تصفه الرسالة إلى أهل أفسس"أمَّا الآن فأنتم الذين كانوا حينًا بعيدين قد صرتم في المسيح يسوع قريبينَ بدمِ المسيح، لأنَّه هو سلامُنا، هو جعلَ الإثنين واحدًا ونقضَ في جسدهِ حائط السياج الحاجز أي العداوة. فلستم إذن غرباءَ بعدُ ولا دخلاءَ بل أنتم رعيّةٌ مع القديسينَ وأهلِ بيتِ الله." وينتج عن هذه الرسالة أنّه ينبغي أن نهدم جدران الإنقسام والعدواة والحقد كي توجد عائلة أبناء الله في توافق حول مائدة واحدة ليباركوا ويمجدّوا الخالق ويشكروه على العطايا التي يوزّعها على الجميع من دون أي تفرقة.

وفي ختام مقابلته العامّة مع المؤمنين وجّه قداسة البابا تحياته إلى المؤمنين والحجاج الحاضرين بلغات عديدة، وحيّا أيضًا عائلات الجنود الإيطاليين الذين ولعام مضى لقوا مصرعهم في الناصريّة بالعراق أثناء قيامهم بهمّة سلام، وبعدها منح الأب الأقدس الجميع بركته الرّسولية.

ومن بين المشاركين اليوم في مقابلة الأربعاء العامّة الأب لوقا نصرالله من مصر وحدّثنا يقول:RealAudioMP3

 

 

 

 

 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.