2004-11-15 15:48:01

قداسة البابا يتسلّم أوراق اعتماد سفير العراق الجديد لدى الكرسي الرسولي ويتمنّى أن تّتجه البلاد نحو تحقيق الديمقراطيّة


       تسلّم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم الاثنين في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير العراق الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد ألبرت إدوارد إسماعيل يلدا.  وجّه الحبر الأعظم للدبلوماسي العراقي كلمة أعرب في مستهلها عن سروره لاستقباله في الفاتيكان بمناسبة تسليم أوراق اعتماده، موجّها أطيب تمنياته إلى السلطات والشعب العراقي.  ثم قال البابا: لقد شئتُ أن أبقى قريباً من الشعب العراقي العزيز منذ بداية النزاع، من خلال وجود السفير البابوي في بغداد.  وسأل الحبر الأعظم السفير الجديد أن يعرب للشعب العراقي عن قلق الحبر الأعظم المستمر إزاء الضحايا التي يحصدها الإرهاب وأعمال العنف في العراق، وأكد قداسته أنه يرفع الصلوات إلى الله الكلّي القدرة كيما يوضع حدٌ لآلام العراقيين ويحصلوا على المساعدات اللازمة من المنظّمات الإنسانية الدولية.

       وتابع البابا يقول: لقد وُصفت ثقافتكم القديمة بأنها "مهد الحضارة"، ويعود التواجد المسيحي في أرضكم إلى نشأة المسيحية، كما شكّل هذا التواجد مثالاً على التعايش السلمي بين أتباع مختلف الديانات.  أتمنى ـ قال قداسته ـ أن يتّجه العراق نحو تحقيق الديمقراطية، كيما يصبح التعايش السلمي مجددا جزءاً لا يتجزّأ من مجتمعكم. 

       ثم انتقل قداسته للحديث عن أهمية الدفاع عن كرامة كلّ كائن بشري، وقال إنّ هذا المبدأ يشكّل شرطاً أساسياً لقيام مجتمع يسعى بصدق إلى تعزيز الخير العام.  آمل أن يتمكّن الشعب العراقي من الحفاظ على روح التسامح في المجتمع بشكل يضمن للجميع حرية العبادة والتعليم الديني.  إن ضمان هذه الحقوق الأساسية يسمح لجميع المواطنين ـ بغضّ النظر عن انتماءاتهم ومعتقداتهم الدينية ـ أن يساهموا في بناء عراق الغد.  وأؤكّد لكم، يا سعادة السفير، أن الكنيسة الكاثوليكية بأسرها، سيما الكنيسة الكلدانية المتواجدة في بلادكم منذ أيام الرسل، ملتزمة في مساعدة الشعب العراقي على بناء أمّة تنعم بالاستقرار والسلام.

       يجتاز العراق حالياً مرحلة صعبة، ترمي إلى قيام دولة ديمقراطية، تُحترم فيها كرامة كلّ شخص وحقوق جميع المواطنين.  إن قيام نظام ديمقراطي ممكن فقط في دولة القانون.  وفي وقت يستعد فيه الشعب العراقي لانتخاب مسؤولي المستقبل بحرية، أود أن أشجّع الحكومة الحالية على ضمان انتخابات نزيهة وشفافة، تمنح جميع الناخبين فرصة ممارسة حقّهم الديمقراطي.

       والمجتمع العراقي، مضى قداسته إلى القول، يسعى اليوم إلى تخطّي التحديات، وليدة الفقر والبطالة وأعمال العنف.  فلتعمل حكومتكم بلا كلل على تسوية جميع الخلافات، بواسطة الحوار والتفاوض، ولتجعل من اللجوء إلى القوّة العسكرية الخيار الأخير.  وينبغي أن تسعى الدولة، بالتعاون مع مجموعة الأمم، إلى تعزيز التفاهم المتبادل وروح التسامح بين مختلف الجماعات الإتنية والدينية، وهذا ما يسمح بنشأة بيئة لا تنعم بالعدالة والسلام وحسب، بل بالنمو الاقتصادي والاجتماعي، من أجل خير المواطنين والوطن. 

       وختم البابا كلمته إلى سفير العراق الجديد لدى الكرسي الرسولي يقول: إني لواثق، يا سعادة السفير، أن بعثتكم الدبلوماسية ستعمل على تعزيز ربط التفاهم والتعاون بين جمهورية العراق والكرسي الرسولي، وأؤكّد لكم استعداد دوائر الكوريا الرومانية للتعاون معكم كيما تتكلّل المهمة الموكلة إليكم بالنجاح.  هذا ثم منح الحبر الأعظم السفير الجديد وشعب العراق فيض بركاته الرسولية.

       سفير العراق الجديد لدى الكرسي الرسولي، السيد ألبرت إدوارد إسماعيل يلدا، من مواليد مدينة الرمادي في الثامن من شباط فبراير 1959.  متأهّل وله أربعة أولاد.  حائز على إجازة في الأدب القديم، ومتخصّص في الحقوق الإنسانية الدولية.  عمل بين عامي 1987 و2003 مستشاراً قانونياً للعراقيين المقيمين في لندن.  عُيّن في شهر تموز يوليو الماضي سفيراً لجمهورية العراق لدى الكرسي الرسولي.  يُجيد أربع لغات إضافة إلى العربية، هي: الإنجليزية، الآشورية، الآرامية والعبرية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.