2004-11-14 13:47:37

قداسة البابا يلقي عظة خلال صلاة المساء احتفالا بالذكرى السنوية الأربعين لصدور القرار المجمعي في الحركة المسكونيّة


ترأس قداسة البابا يوحنا بولس الثاني مساء أمس السبت في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان صلاة المساء بمناسبة الذكرى السنويّة الأربعين لصدور قرار المجمع الفاتيكاني الثاني في الحركة المسكونيّة، بحضور جميع الذين شاركوا خلال الأيام الماضية في مؤتمر لإحياء هذه الذكرى، نظّمه المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين في بلدة روكّا دي بابا القريبة من روما. وألقى الأب الأقدس عظة استهلّ كلماتها الأولى من رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس:"أمّا الآن وأنتم في المسيحِ يسوع فقد كُنتم أباعِدَ فصرتم أقاربَ بدمِ المسيح"، وأضاف يقول:"إنّ التزام العمل المسكوني كان منذ البداية إحدى أوليات حبريّتي الراعويّة، لأنّ الوحدة المسكونيّة ليست مسندًا إضافيًا لجماعة التلاميذ، والعمل المسكوني ليس "ملحقًا" نكرة يُضاف إلى نشاط الكنيسة التقليدي، إنّما يرتكز إلى التدبير الإلهي بجمْع الكلّ في الوحدة."

إنّ الكنيسة تابع البابا عظته يقول:" واقع لا ينطوي على ذاته بل بالأحرى منفتح على الدوام على الحركة الرسوليّة والمسكونيّة. والطريق المسكونيّة ضروريّة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، والكنيسة مدعوّة لتكون العلامة والأداة للوحدة الوثيقة في الله ولوحدة الجنس البشري بأسره. وفي المجمع الفاتيكاني الثاني تعهّدت الكنيسة أن تسلك سبيل السّعي إلى الوحدة المسكونيّة مُصغية إلى روح الربّ الذي يعلّم بأنْ نقرأ بكلّ انتباه علامات الأزمنة. وعصرنا يحنّ إلى السّلام، والكنيسة لا يمكنها عدم الإلتزام لتخطّي انقسامات المسيحيين لتصبح على الدوام شاهدة على السّلام الذي يقدّمه المسيح للعالم."

واللقاءات المسكونيّة الكثيرة والحوارات اللاهوتيّة ثبّتت وعمّقت وأغنت الشركة مع باقي المسيحيين. وكما جاء في رسالتي "ليكونوا واحدً" "إنّ المسيحيين ارتدّوا إلى محبّة أخويّة تشمل جميع تلاميذ المسيح." وإنّنا نعترف بثروات المسيح وبأعمال الفضائل في حياة الآخرين الذين يشهدون للمسيح وأحيانًا حتّى سفك الدماء.

وفي ختام عظته في الذكرى السنويّة الأربعين لصدور القرار المجمعي في الحركة المسكونيّة قال قداسة البابا إنّ هذا القرار هو روح وقلب الحركة المسكونيّة. والإلتزام المسكوني يجب أن يرتكز إلى ارتداد القلوب والصلاة وتنقية الذاكرة وقداسة الحياة. علينا أن نتصرّف كالرسل ومعهم مريم، أمّ الله، بعد صعود الربّ يسوع إلى السّماء، اجتمعوا كلّهم في العليّة وصلّوا من أجل حلول الروح القدس القادر وحده على إعطائنا الشركة التامّة التي نرغب بلوغها بشوق كبير.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.