2004-11-12 16:50:27

قداسة البابا يستقبل المشاركين في مؤتمر دوليّ حول العلاجات المخفّفة نظّمه المجلس البابوي لراعويّة الصحّة


استقبل قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني صباح الجمعة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المشاركين في المؤتمر الدولي التاسع عشر حول "العلاجات المخفِّفة" أعدَّه المجلس البابوي لراعويّة الصحّة برئاسة الكردينال خافيير لوزانو بارّاغان. وجّه الأب الأقدس كلمة لزائريه قال فيها:"الطبّ في خدمة الحياة، والعمل بشغف لمساعدة المرضى في كلّ ظرف، يعني إدراك أنّ كرامة كلّ كائن بشريّ لا تُمسّ حتّى في أكثر الأوضاع حرجًا، خلال الطور الأخير من المرض. فبواسطة المسيح وفيه، يتّضح وينحلّ لغز الألم والموت، ذلك اللغز الذي يسحقنا إنْ نظرنا إليه بمعزل عن إنجيل المسيح. ومن ينفتحْ بالإيمان على هذا النور يجدِ العزاء في ألمه ويتمكّنْ من تخفيف آلام الآخرين."

وأضاف قداسة البابا يقول:"إنَّ محبّة القريب التي تحدّث عنها يسوع في مثل السّامري الصالح تجعلنا قادرين على الإعتراف بكرامة كلّ إنسان حتّى عندما يشتدّ المرض. فالألم والشيخوخة وفقدان الوعي حالات لا تنقّص من الكرامة الجوهريّة للإنسان المخلوق على صورة الله." وتحدّث قداسة البابا عن الموت الرحيم وقال إنّه وبدل أنْ يحرّر الإنسان من الألم يقمعه. فالشفقة وحين تخلو من إرادة مواجهة الألم ومرافقة من يتألّم، تقود إلى القضاء على الحياة لوضع حدٍّ للألم، خارقة بذلك النظام الأدبي للعلوم الطبيّة. أمَّا الشفقة الحقيقيّة فتنمّي كلّ جهد حكيم لصالح شفاء المريض.

وتابع الأب الأقدس كلمته قائلا إنَّ العلاجات المخفّفة تهدف إلى التخفيف من الوجع في الطور الأخير من المرض وتوفير ما يحتاج إليه المريض من مرافقة ومساندة. وعند دنوّ الأجل يجب أن يكون الناس عل أهبة القيام بواجباتهم الأدبيّة والعيليّة، وعليهم خصوصًا أنْ يستعدّوا بكامل وعيهم لمواجهة الله مواجهة حاسمة.

إنَّ العلم والتقنيات لا يستطيعان أبدا إعطاء أجوبة مُرضية على التساؤلات الأساسيّة لقلب الإنسان. وعليها يُجيب الإيمان وحده. والكنيسة ترغب دومًا بتقديم إسهامها الخاص عبر المرافقة الإنسانيّة والروحيّة للمرضى الراغبين بالإنفتاح على رسالة محبّة الله، وهنا تكمن أهميّة راعويّة الصحّة. وفي ختام كلمته إلى المشاركين في المؤتمر الدولي حول العلاجات المخفّفة الذي نظّمه المجلس البابوي لراعويّة الصحّة، منح قداسة البابا الجميع بركته الرسوليّة وأوكلهم إلى حماية العذراء مريم، أمّ المسيح.

 


 








All the contents on this site are copyrighted ©.