2004-11-12 16:54:29

رسالة قداسة البابا إلى رئيس اتحاد الأطباء الكاثوليك الإيطاليين


       وجّه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم الجمعة رسالة إلى رئيس اتّحاد الأطباء الكاثوليك الإيطاليين البروفيسور دومينيكو دي فيرجيليو بمناسبة انعقاد مؤتمرهم الوطني الثالث والعشرين.  كتب الحبر الأعظم في رسالته: أيها الأطباء الكاثوليك، إنكم مدعوون إلى الشهادة ليسوع المسيح من خلال أعمال المحبّة الأخوية والالتزام في تعزيز السلام والعدالة، والسعي إلى إزالة الآلام الجسدية التي تذل الإنسان.  إنكم تساهمون كأطباء، و"خدّام للحياة" في بناء عالم يتجاوب وكرامة الكائن البشري.  ينبغي أن يصغي الأطباء إلى كلّ إنسان ويسعوا إلى التخفيف من آلام دون أية تفرقة أو تمييز.

       تابع البابا يقول: لا يوجد إنسان لم يختبر المرض، ولكي يصبح الطبّ قادراً على شفاء الأمراض، ينبغي أن يتعمّق في معرفة طبيعة الكائن البشري الذي خلقه الله على صورته ومثاله.  ولا تجد كرامة الإنسان مصدرها في سرّ الخلق وحسب، إنما في سرّ الخلاص أيضاً.  فالكائن البشري هو محور كلّ ما يوجد على الأرض، ولا يُمكن أن يتحوّل بالتالي إلى أداة، إذ ينبغي التأكيد على كرامة الإنسان ـ التي لا تُمس ـ اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، ولا يُمكن تبرير أي انتهاك لهذه الكرامة.

       أيها الأطباء الأغراء، تابع البابا رسالته يقول، يجب أن تستمدوا نشاطَكم المهني من القناعة الراسخة بضرورة الدفاع عن الحياة منذ اللحظة الأولى للحبل بها وحتى موتها الطبيعي.  ويجب ألا تغضوا الطرف أبداً عن البعد الروحي للإنسان.  ففي مجتمعاتنا المعاصرة، تسود في بعض الأحيان، عقلية متغطرسة تحاول التمييز بين حياة شخص وآخر، ويجيب ألا يؤدّي التطور العلمي الذي يرمي إلى تحسين ظروف الحياة، إلى انتهاك كرامة الكائن البشري، لأن ممارسات من هذا النوع تشرّع الأبواب أمام أشكال جديدة من "الجرائم البربرية".

       وختم قداسة البابا رسالته إلى اتّحاد الأطباء الكاثوليك الإيطاليين يقول: أيها الأطباء الأعزاء، إن النظرة المسيحية لخدمة القريب المتألّم، تحملكم إلى جعل مهنة الطب خدمة اجتماعية أساسية.  كونوا فخورين بهويتكم المسيحية في المستشفيات وكافة بيئات العمل!  تلك الهوية التي طبعت الخدمة السخية التي قدمتموها ـ خلال السنوات السبعين الماضية ـ إلى المرضى والمتألمين، وساهمت في تعزيز الحياة البشرية.  حاولوا أن تشاهدوا وجه المسيح في كلّ مريض!  دعوا الصلاة ترافق نشاطكم وتنعشه، متذكّرين دوماً أن الشفاء الحقيقي يأتي من العلي.  هذا ثم أوكل الأطباء الكاثوليك، إلى حماية العذراء مريم القديسة سألاً إياها أن تثبتهم في الإيمان وترافق نشاطهم وحياتهم اليومية.  ثم منحهم الحبر الأعظم بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.