2004-11-08 15:49:06

كلمة قداسة البابا إلى أعضاء الأكاديميّة الحبريّة للعلوم


   استقبل قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني قبل ظهر اليوم في قاعة الكليمينتينا بالقصر الرّسولي في الفاتيكان أعضاء الأكاديميّة الحبريّة للعلوم بمناسبة انعقاد أعمال جمعيّتهم السنويّة العامّة، ووجّه إليهم كلمة اعتبر فيها لقاء أعضاء الأكاديميّة مناسبة لتبادل الغنى ونتائج الدراسات التي تهمّ الكنيسة وعالم الثقافة على حدّ سواء. إنها مبادرات ساهمت في تأسيس حوار مثمر بين الكنيسة وجماعة العلم. إنهّا دراسات، أضاف البابا، تساعد على التعمّق في البحث عن الحقائق العلميّة والحقائق الإيمانيّة التي تصبّ كلّها في حقيقة واحدة يدركها المؤمنون بكمالها في وجه يسوع المسيح.

   وتطرّق البابا في كلمته إلى المواضيع التي عالجتها أعمال الجمعيّة العامّة لهذه السّنة، ومن بينها "العِلم والإبداع" وعلاقته بالروحانيّة الإنسانيّة التي تساعد على "أنسنة" العالم المحيط بنا وتخطّي الحقائق الماديّة البحتة.

   يُعلّمنا الكتاب المُقدّس في سفر التكوين، أضاف البابا في كلمته، بأن "الله خلق الإنسان على صورته ومثاله"، ورفعه بالمجد والكرامة فوق كلّ المخلوقات وبنوع خاص منحه القدرة على العمل بيديه انعكاساً لعمل خلق الله للكون والبشر، فصار مشاركاً له في الخلق من خلال عقله وذكائه. وحثّ البابا العلماء على الالتزام أكثر في خدمة العائلة البشريّة والعمل على تحسين مستوى الحياة والتشجيع على نموّ متكامل للإنسان، مادياً وروحياً. ولهذا السبب، سطّر قداسته، على العالم أن يبقى حرّا من كل أشكال القيود الاقتصاديّة والأيديولوجيّة.

   على الاكتشافات الجديدة، أضاف البابا، أن تجميع بين الجماعة العلميّة وشعوب العالم في مناخ من التعاون التي يقدّر الفصل بين قواعد المزاحمة المشروعة والمصالح الخاصّة. ووصف البابا في ختام كلمته لأعضاء الأكاديميّة الحبريّة للعلوم، كلّ مسيرة بحث علمي بالسّعي نحو الحقيقة. فكلّ إنسان يبحث عن الحقيقة يسعى في طريق تقوده إلى الله. إن العلماء والباحثين، ختم البابا يقول، وحيال تفشي الاكتشافات الجديدة الكبير، يشعرون بأنفسهم أمام "أفق واسع لا نهاية له". فهذه الاكتشافات تعكس كرم الطبيعة الذي لا ينضب، طبيعة وهبنا إيّاها الخالق عطية علينا استعمالها بكلّ عقلانيّة واتّزان.








All the contents on this site are copyrighted ©.