2004-11-06 16:10:04

رسالة قداسة البابا إلى رئيس أساقفة صقلية بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية المائة والخمسين على إعلان عقيدة الحبل بلا دنس


بمناسبة الأسبوع الاحتفالي الذي نظّمته كنيسة جزيرة صقلية جنوب إيطاليا، بمناسبة الذكرى السنويّة المائة والخمسين لإعلان عقيدة الحبل بلا دنس، وما يحمله هذا العيد من أهميّة لدى أبناء هذه الجزيرة، وجّه قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني رسالة إلى رئيس أساقفة

   بمناسبة الأسبوع الاحتفالي الذي نظّمته كنيسة جزيرة صقلية جنوب إيطاليا، بمناسبة الذكرى السنويّة المائة والخمسين لإعلان عقيدة الحبل بلا دنس، وما يحمله هذا العيد من أهميّة لدى أبناء هذه الجزيرة، وجّه قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني رسالة إلى رئيس أساقفة باليرمو، الكردينال سالفاتوري دي جورجي نوه فيها بأسبوع الاحتفالات بهذه المناسبة والذي شاركت فيه الكنيسة برعاتها وكهنتها ورهبانها ومؤمنيها تعبيراً عن الجذور العميقة التي تتمتّع بها العبادة المريميّة في أرض صقلية المباركة.

   إنّ هذه العبادة الخاصّة لمريم الحبل بلا دنس، أضاف البابا في رسالته، تعود إلى زمن السيطرة البيزنطيّة بين القرنَين السادس والتاسع. فأمّ الله كانت مُكرّمة بنوع خاص باسم "الكليّة القداسة"، وأحيَ لاسمها المؤمنون عيد "الحبل المُقدّس" الذي استمرّ عبر القرون دون توقّف. في القرن الخامس عشر ومع اتساع نشاط الإخوة الفرنسيسكان الوعّاظ في أرض صقليّة، صار عيد الحبل المُقدّس عيداً ثابتاً في روزنامة الأعياد الطقسيّة وبُنيت الكنائس والمعابد على اسم السيّدة العذراء "البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة، وانتشرت أيقوناتها المقدّسة في كلّ النواحي.

   بعد المجمع التريدانتيني، نشأت في جزيرة صقلية أخويات تحمل اسم العذراء البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة، ومع حلول القرن السابع عشر أدرجت السلطات الملكيّة العيد في روزنامة الأعياد الرئيسيّة في الجزيرة وطلبت مدينة باليرمو رسمياً من الكرسي الرّسولي إعلان العقيدة المريميّة وذلك قبل سنوات عديدة من إعلانها من قبل البابا بيوس التاسع عام 1854.

   وأضاف قداسة البابا في رسالته إلى الكردينال دي جورجي يقول:"بعد مرور مائة وخمسين سنة على تكريس هذه العبادة بعقيدة إيمانيّة، لَمِن دواعي سرور البابا مشاهدة جماعة صقلية الكنسيّة مجتمعة بكلّ فئاتها لإحياء المناسبة". وحثّ البابا أبناء جزيرة صقلية على المحافظة على هذا الإرث القيّم في عالم يشهد تغيّرات سريعة، لأنّ بعض الثوابت لا يُمكن تغييرها، ومن بينها بشكل خاص، علاقة المحبّة البنويّة بين أبناء الكنيسة والعذراء "الممتلئة نعمة"، التي أعطانا إيّاها المسيح من على صليبه أمّا للبشريّة جمعاء.

  "فوسط أفراح وتطلّعات وأحزان ومخاوف الحياة، ختم البابا رسالته إلى رئيس أساقفة باليرمو، تبقى مريم علامة عزاء ورجاء أكيد، للمُسنّين، والشّبيبة، والعائلات والمُكرّسين...ولجميع أبناء صقليّة أستمطر الله فيض نعمه وأمنحهم بركتي الرّسولية".








All the contents on this site are copyrighted ©.