2004-11-06 16:18:11

إنجيل الأحد 7 تشرين الثاني نوفمبر وقفة تأمل حول كلمة الحياة


"ودنا بعضُ الصَّدّوقيينَ من يسوع، وهمُ الذين يُنكرونَ القيامة، فسألوه:"يا معلّم، إنَّ موسى كتَب علينا:إذا ماتَ لإمرئٍ أخٌ لهُ امرأةٌ وليسَ لهُ ولَد، فليأخذْ أخوهُ امرأتَهُ ويُقمْ نسلاً لأخيه. وكان هناك سبعةُ إخوة، فأخذَ الأوّلُ امرأةً ثمَّ ماتَ وليسَ له ولَد. فأخذها الثاني ثمَّ الثالث حتى أخذها السَّبعة، وماتوا ولم يُخلِّفوا نسلا. ثمَّ ماتتِ المرأة. فلأيِّهم تكونُ هذه المرأة في القيامة؟ لأنَّ السَّبعة اتّخذوها امرأة." فقالَ لهم يسوع:"إنَّ أبناءَ هذه الدنيا يتزوَّجونَ ويُزوِّجونَ. أمَّا الذينَ وُجدوا أهلاً للفوزِ في الآخِرَة والقيامةِ من بين الأموات، فلا الرِّجالُ منهم يتزوَّجون، ولا النِّساء يُزوَّجن. ولا بعدَ ذلكَ يموتون، لأنَّهم أمثالُ الملائكة، وهم أبناءُ الله لكونِهم أبناءَ القيامة. وأمَّا أنَّ الأمواتَ يقومونَ، فقد أشارَ موسى نفسُهُ إلى ذلكَ في الكلامِ على العُلَّيقة، إذ دعا الربَّ إلهَ إبراهيم وإلهَ إسحق وإلهَ يعقوب. فما كانَ إلهَ أموات بل إلهَ أحياء، فهم جميعًا لأجلهِ يحيَوْن."

(لوقا 20: 27 ـ 38) RealAudioMP3

 

التأمّل

 

"فلأيّهم تكون هذه المرأة في القيامة؟ لأنّ السبعة اتّخذوها امرأة." بهذا السؤال أمل الصدوقيون وضع يسوع في مأزق حول حقيقة قيامة الأموات، ولكنّهم كشفوا عن نواياهم المبطّنة وبطريقة حمقاء بعدم الإعتراف بالقيامة.

إنّ سؤال الصدوقيين يصوّر لنا العقليّة آنذاك حيال المرأة: لأيّهم تكون؟ لأنّ السبعة اتخذوها. منطق الصدوقيين يترجم عقلية الإمتلاك والسلطة. المرأة هي ملك لمن يتزوجها. والإمتلاك هو الشيء الأساسي لديهم في الحياة.

كل واحد منّا يخفي في داخله غريزة الإمتلاك. ومنّا أيضا من يعيش وللأسف حسب هذه الروح ظانّا أنّ امتلاك الأشخاص مواز لإمتلاك الأشياء.

وهذه المرأة لمن تكون؟ سؤال نطرحه كلّ يوم، ومنطق طرحه ينقسم إلى قسمين: الأول، من يمتلكها، وهذا منطق من يعيشون لحياة الدنيا وابتلاع ما فيها، والمنطق الثاني: من يعتني بالمرأة ويرفق بأمرها ويعطف عليها، وهو منطق الإنجيل، منطق كلّ مسيحي صالح. وإنجيل اليوم يعلّمنا أنّ من يمتلك لنفسه يقتل وينكر الحياة السامية، حيث لا يُزوجون ولا يتزوجون، وحيث لا أحد لأحد والكل لله.

فإن كنّا نشعر بالنزعة القوية نحو الإمتلاك فلأننا خائفون. خائفون من الشيخوخة والمرض وفقدان بهاء شبابنا وذكائنا. خائفون من الوحدة من الموت. ولكنّ القيامة من بين الأموات تعلّمنا نحن المؤمنين أنّ الإمتلاك يعني الإعتناء بالآخر. فإن سألنا "هذه المرأة لمن تكون؟" لا نسألها لكسبها، إنّما نسأل عمّن يعتني بها ويحنو عليها. فإن أردنا أن نكون أبناء القيامة، علينا رفض منطق الإعتناء والحنو والرحمة والمحبّة.

فلنطلب من الله أن نحبّ الحياة بعيدا عن أي شكل من أشكال الأنانية والإمتلاك، ونتخطّى عاطفتنا الجامحة نحو امتلاك الآخر فنصبح علامة إيمان ساطعة لكل من لا يؤمنون بالحياة الأبديّة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.