2004-11-05 16:08:04

نيّة الكنيسة الإرساليّة لشهر تشرين الثاني نوفمبر 2004


   تُصلّي الكنيسة في نيّتها الإرساليّة لشهر تشرين الثّاني نوفمبر من أجل ألاّ ينسى من يقومون بخدمة الرسالة، أنّ فعاليّة البشارة بالإنجيل تنبع من القداسة الشخصيّة والاتحاد الحميم بيسوع المسيح.

   يعلم الجميع كم رفع قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني طوال سنوات حبريّته الست والعشرين، من طوباويّين وقدّيسين إلى مجد المذابح: رجال ونساء، كهنة ورهبان، مؤسسو عائلات رهبانيّة.

   هؤلاء هم إخوتنا وأخواتنا الذين بلغوا في نهاية حياتهم قمّة دعوتهم المسيحيّة من خلال تقديس ذواتهم واتحادهم الحميم بالمسيح. تميّزوا بعيش حياة روحيّة عميقة حسب الإنجيل المقدّس.

   إنّ ما يصبو إليه كلّ مسيحي ليس بالتحديد بلوغ ذلك اليوم الذي يُعلَن فيه طوباوياً أو قدّيساً، إنّما أنّ يكون مؤمناً، إنساناً حقيقياً شبيهاً بيسوع المسيح، يشهد له في كلّ نواحي حياته الأرضيّة، ويُدرك حقّ الإدراك أن حياته بدون يسوع تبقى عقيمة بلا ثمار.

   القداسة الشخصية هي سعي داخلي يتجدّد كلّ يوم بنعمة الله وقوّة روح يسوع الذي هو روح الأمانة والمحبّة بطاعة كاملة لإرادة الله الآب وإتماماً لمواعيد العماد التي تُحوِّل كل مؤمن إلى مُكرّس ومُرسَل على طرقات العالم خدمة لبشارة الإنجيل.

   الرسالة إلى الأمم تستوجب التخلّي بروح متجرّد عن كلّ ما نملك، إنها تضحية دائمة من أجل يسوع الذي أوصانا ألاّ نحمل شيئاً في الطريق، لا مأكل ولا ملبس، لأنّ طيور السماء وجدت لها مأوى واليمامة عشاً، إنما يسوع لم يكن له مكان يُسند إليه رأسه. هذا هو الرسول الذي يريده المعلّم الإلهي، أن يكون مُتّحداً بكليّته به ليعطي ثماراً كثيرة...

   ومن بين هؤلاء الرسل الحقيقيّين الذين أحبّهم يسوع، نذكر القديس دانييلي كومبوني، والقديس أرنولد جانسن، والطوباويّة الأم تريزا دي كالكوتّا. أسماء ثلاثة شرّفوا أفريقيا وآسيا وأوروبا، لأنّهم أحبوا الفقراء بلا هوادة، وكانوا إنجيل بشارة المسيح المقروء بسهولة تامّة من قبل جميع أبناء عصرنا... وبفضلهم تترسّخ الكنيسة يوماً بعد يومٍ في أرض الرسالة، وتنمو وسط تعدد شهادات الإيمان والمحبّة الحسيّة حيال الفقراء والمحتاجين في كلّ بقعة من بقاع الأرض.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.