2004-11-05 16:10:12

في مقابلة الأربعاء العامَّة البابا يحدّث المؤمنين عن نشيد المُخلَّصين كما هو وارد في الفصلَين الرابع والخامس من كتاب رؤيا يوحنا


حدَّث قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم المؤمنين والزائرين الحاضرين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان والمشاركين في مقابلته العامّة حدّثهم عن نشيد المُخلَّصين كما هو وارد في الفصلَين الرابع والخامس من كتاب رؤيا يوحنا. ويشكّل هذا النشيد ببساطته وحرارته نشيدَ مجدٍ جماعي، وينتمي إلى القسم الأول من هذا الكتاب ويقدّم، بمظهر الرؤيا، ليتورجية سماوية نُشارك فيها نحن أيضًا الغرباء على الأرض، أثناء احتفالاتِِنا الكنسيّة.

ويتمحور هذا النشيد حول عاملَين أساسيَين: الأول هو الإعلان عن عمل الربّ "أنتَ خلقتَ جميعَ الأشياء، وبمشيئتكِ كانتْ وخُلقت." الخليقة تُظهر عظمة الرب كما يُعلن كتاب الحكمة:"إنَّهُ بعِظَمِ جمالِ المبروءاتِ يُبْصَرُ فاطرُها على طريق المُقايسة"، كما ويلاحظ الرسول بولس في رسالته إلى الرومانيين:"لأنَّ غيرَ منظوراتهِ قد أبصرتْ منذُ خَلقَ العالم." وهذه العبارات الكتابيَّة تؤكِّد على واجب نشيدِ المجد المُرتفع إلى الخالق لإعلانِ مجده.

أمَّا العامل الثاني أضاف البابا يقول فهو رفْضُ المسيحيين إسناد مِثل هذا اللقب إلى خلائق بشريَّة مهما عظُمت، ويوجهون بالتالي تسابيحهم فقط إلى الرب الواحد والحقيقي، خالقِ الكون، وإلى الذي هو معَ الله "البدء والنهاية"، والجالس معَ الله أبيه على العرش السماوي أي المسيح، المائت والقائم من بين الأموات والمُمثل في كتاب رؤيا يوحنا "كحَملٍ قائم وإن يكنْ مذبوحًا."

نقطة إرتكاز نشيد المجد، موضوع تأملنا، قالَ قداستُه، هي إذًا المسيح وعمل فدائه التاريخي، ولهذا يستطيع أن يُعطي ويحدّد معنى التاريخ: هو الذي يفُضُّ ختومَ الكتاب: الكتاب السري الذي يحتوي التدبير الذي أراده الله. إنَّ عمل الحمل لا يتوقف فقط على شرح حدث الفداء لأنَّه عمل إتمام وتحرير، لأنَّه ذُبح واستطاع هكذا أن يشتري البشر.

المسيح بموته وقيامته وعمل فدائه وخلاصه أتمّ وعدَ الله لإسرائيل في صحراء سيناء. وأنتم تكونون لي مملكة أحبار وشعبًا مقدّسًا"، لأنَّ الحمل أنشأ وأقام لله "مملكة أحبار يملكون على الأرض. إنَّ هذه المملكة هي للإنسانية كلّها المدعوة إلى أن تشكّل جماعة أبناء الله. كما يذكر القديس بولس في رسالته الأولى:"أما أنتم فجيلٌ مختار وكهنوتٌ ملوكي وأمَّةٌ مقدّسة وشعبٌ مقُتنًى لتُخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العظيم."

وينتهي نشيد مجد كتاب الرؤيا بإعلانٍ ختامي تصعده ملائكة كثيرون ويتعلّق بالحمل المذبوح الذي يُعطي نفس المجد المُعدّ لله الرب لأنّه مستحقّ أنْ يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والمجد والبركة.

وتابع قداسة البابا قائلا إنَّ صورة هذا المجد السماوي الساطعة تعيشها الكنيسة هنا على الأرض وبشكلٍ مسبق وذلك لأنّ الليتورجيا عملُ المسيح كاملاً، ومن يحتفلون بها يعيشون الآن وبصورةٍ ما الليتورجية السماوية حيث الإحتفال هو شركة وعيد. وبهذه الليتورجية الأبدية تجعلنا الكنيسة ويجعلنا الروح القدس نشاركُ حين نحتفل بسرّ الخلاص. وفي ختام مقابلته العامَّة وجَّه قداسته للحاضرين تحياته المعتادة ومنحهم بركته الرسولية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.