2004-10-30 16:11:48

كلمة قداسة البابا إلى رئيس الوزراء البولندي  لا وحدة لأوروبا إن لم ترتكز إلى وحدة الروح


   استقبل قداسة البابا قبل ظهر السبت الجاري في مكتبه الخاص في الفاتيكان، رئيس الوزراء البولندي ماريك بيلكا والوفد المرافق له. وجّه البابا لضيفه ومرافقيه كلمة عبّر فيها عن سروره لاستقبالهم في هذه اللحظة الهامّة من تاريخ بولندا وأوروبا. فاحتفال توقيع الدستور الأوروبي يوم أمس، هو حدث يختتم، بمعنى ما، مسيرة توسيع الجماعة باتجاه دول تعاونت على الدوام في بناء أسس القارّة القديمة، الروحيّة والمؤسّساتيّة، ولكنّها بقيت طوال السنوات العشر السالفة على هامش هذا التكامل. إنّ الكرسي الرّسولي، وأنا شخصياً، أضاف البابا في كلمته لرئيس الوزراء البولندي، عملنا جادّين لدعم مسيرة الانضمام لتتمكّن أوروبا من التنفّس برئَتَيها: الشرقيّة والغربيّة.

   إنّني لواثق، أضاف البابا، وبالرغم من غياب الإشارة في الدستور الأوروبي الجديد إلى الجذور المسيحيّة لثقافة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد، أن القيم الخالدة المبنيّة على أساس الإنجيل من قبل الأجيال التي سبقتنا، ستواصل بث وحيها الإيجابي لدعم جهود من يتحمّلون مسؤوليّة بناء وجه قارّتنا الجديد.

   وأمل البابا أن تتمكّن الجماعة الأوروبيّة المؤلّفة من أمم حرّة من العمل لعدم تجريد الأجيال من إرثها الروحي، بل لحماية هذا الإرث كأساس للوحدة. وذكّر البابا بما قاله في مدينة نيزنو ببولندا عام 1979، بأنّه من غير الممكن بناء وحدة طويلة الأمد بالانفصال عن الجذور التي نمت بفضلها دول أوروبا، وعن غنى الثقافة الروحيّة التي طبعت القارّة في الأجيال السالفة". "لا وحدة لأوروبا إن لم ترتكز إلى وحدة الروح".

   وعبّر قداسته عن امتنانه لحكومات وبرلمان بولندا لتفهّمهم هذا التحدّي وقبولهم إيّاه، وخصّ بالذكر رئيس الوزراء الحالي الذي أكّد في رسالته على أن الحكومة البولنديّة ستعمل ما بوسعها ليُفهم الدستور الأوروبي الجديد بروح القيم الأوروبيّة المرتكزة على أساسها النظرة المسيحيّة للإنسان والسياسة كخدمة لكل فرد وللجماعة بأسرها.

   وفي ختام كلمته تمنّى البابا أن يقود الله خطى قادة بلده الأمم نحو مستقبل زاهر، ويسكب عليهم من نعم حكمته ما يعود بالخير على جميع أبناء الأمّة البولنديّة. ثم منح الجميع بركته الرسوليّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.