2004-10-27 16:05:59

برنامج الأغذية العالمي يقول إن نصف العائلات في درفور لا تحصل على الكميات الكافية من الطعام


بيّنت دراسةٌ قام بها برنامج الأغذية العالمي في درفور أنّ نصف العائلات المقيمة في الإقليم السوداني لا تحصل على الكميات الكافية من الطعام.  ترمي هذه الدراسة، الأولى من نوعِها منذ اندلاع الحرب في درفور لعشرين شهراً خلا، إلى الاطلاعِ بدقةٍ على حاجة السكان المحليين للغذاء، وتقييم الموارد الغذائية المتوفّرة. 

بيّنت الدراسة أيضاً أنّ ما يقارب اثنين وعشرين بالمائة من الأطفال المقيمين في مخيماتِ المهجّرين يعانون من سوء التغذية، وأنّ أربعة وتسعين بالمائة من المهجرين في درفور يعتمدونَ بالكامل على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.  واعتبرت الدراسةُ أنّ عددَ الأشخاص الذين يعتمدونَ حالياً على المساعدات الغذائية سيرتفعُ خلالَ الأشهر القادمة، ليصل إلى مليونَي شخص تقريباً.  

واعتبر برنامج الأغذية العالمي أنّ حلَّ الأزمةَ الإنسانية الراهنة في الإقليم السوداني ليس منوطاً بتأمين المساعداتِ الغذائية وحسب.  وقالَ راميرو لوبيز دا سيلفا، المسؤول عن الهيئة الأممية في السودان، إنّ سكانَ درفور بحاجةٍ ماسّة إلى المياه، والعناية الصحية والأدوية.  وأضافَ أنّ الدراسة التي أجراها برنامج الأغذية العالمي شملت المواطنين السودانيين المقيمين في مخيمات المهجّرين وأولئك الذين بقوا في قراهم وبلداتِهم، موضحاً أنّ السكان الذين قرروا البقاءَ في منازلِهم يعانون أيضاً من النقص في الغذاء، وأنّ أسعار المواد الغذائية ارتفعت في الأسواق بنسبةِ ستين بالمائة. 

وقال المسؤولُ الأممي إنّ المحاصيل الزراعية لن تبلغ نصفَ الحجم المتوقّع لها في نوفمبر تشرين الثاني القادم، وأكّدَ أن معظم المزارعين يفتقرون إلى البذور والأدوات الزراعية اللازمة للموسم القادم.  وأوضح /دا سيلفا/ أنّ برنامج الأغذية العالمي يسعى حالياً إلى تأمين وجباتٍ يومية من الطعام لجميع المهجّرين في درفور، والكميات الكافية من الفيتامينات للأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات.  وأكّدَ أنّه إذا تمكّنت الهيئة الأممية من تحقيقِ هذا الهدف، ستُنقذ بذلكَ حياةُ آلاف الأشخاص.  لكنّ المراقبين يعتبرون أنّ تحقيقَ هذه الغاية أمرٌ شبه مستحيل، بسبب تدهور الوضع الأمني ما يحول دونَ وصول العاملين الإنسانيين إلى كافة المناطق في درفور.

تجدر الإشارة إلى أن النزاعَ المسلّح اندلع في الإقليم السوداني في شهر شباط فبراير من عام 2003، بينَ الجماعات المتمرّدة من جهة والمليشيات التي تدعمُها حكومة الخرطوم من جهة ثانية.  أدّت أعمالُ العنف إلى تهجيرِ ما يقارب مليون وخمسمائة ألف شخص، كما أسفرت أزمةُ درفور عن مصرعِ أكثر من سبعين ألف شخص، قضى معظمُهم نتيجة الأوضاع الإنسانية السيئة في مخيمات المهجّرين.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.