2004-10-24 12:39:26

من رسالة البابا بمناسبة اليوم العالمي للإرساليّات


   تحتفل الكنيسة هذا الأحد باليوم العالمي للإرساليّات، كما ذكر البابا في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، وهو يوم خصّص له قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني رسالة صدرت في التاسع والعشرين من شهر نيسان /أبريل/ الماضي، وقدّم لها نيافة الكردينال كريشينسيو سيبي، رئيس مجمع تبشير الشعوب، في مؤتمر صحفي عُقد في دار الصحافة الفاتيكانيّة.

   ذكّر البابا في رسالته المؤمنين بأنّ الالتزام الرّسولي في الكنيسة يُشكّل ضرورة طارئة، لأنّ الرسالة لا تزال بعيدة عن تمامها ولذا علينا العمل بكلّ قوانا لخدمتها. فشعب الله بكامله مدعوّ في مسيرة حياته الأرضيّة، إلى مقاسمة يسوع الفادي عطشه على الصّليب. إنّه العطش إلى خلاص النفوس وقد عاشه القدّيسون بعمق كبير، ويكفي التفكير، على سبيل المثال، بالقديسة تريزا الصّغيرة، شفيعة المرسلين، والمطران دانييلي كومبوني، رسول أفريقيا العظيم، الذي رفعه البابا في بداية العام إلى مجد المذابح.

   إنّ التحديات الاجتماعيّة والدينيّة التي تواجهها البشريّة في زماننا الحاضر، تحثّ المؤمنين على التجدّد في الاندفاع الرّسولي. "لذا من الضروري الانطلاق مُجدّداً وبجرأة في حمل رسالة الإنجيل إلى الأمم، مُبشّرين باسم المسيح الفادي كلّ خليقة بشريّة".

   واعتبر البابا في رسالته أن المؤتمر القرباني الدولي الذي انعقد في شهر تشرين الأوّل أكتوبر الجاري، شهر الإرساليّات، في مدينة غوادالاخارا بالمكسيك، كان مناسبة للتأكيد على عودة الوعي الإرسالي بالتحلّق حول مائدة جسد ودم الرّب يسوع. تَفهم الكنيسة حول المذبح، وبطريقة أفضل، أصولها وجذورها ومهمّة الرسالة المؤكلة إليها. إنّ الاحتفال بالرسالة والإفخارستيا، أضاف البابا في رسالته، يلتقي هذا العام مع الاحتفال بالذكرى السنويّة المائة والخمسين على علان عقيدة الحبل بلا دَنس. فلنتأمّل، كتبَ البابا، بسرّ القربان من خلال عينَي مريم. فباتّكالها على شفاعة مريم، تُقدّم الكنيسة المسيح خُبز الخلاص إلى كلّ الأمم لكيما يعرفوه ويقبلوه مخلّصاً أوحداً لهم.

   حول المسيح القربان، تنمو الكنيسة كشعب الله وكهيكله وعائلته، جامعة، مقدّسة، كاثوليكيّة رسوليّة. الكنيسة هي وسيلة الخلاص الشامل، ولا يُمكن قيام جماعة مسيحيّة إن لم تكن جذورها غائصة بالاحتفال بالذبيحة الإلهيّة. القربان المُقدّس هو ينبوع الحياة المسيحيّة وذروتها، وقمّة وحياة التبشير بالإنجيل.

   إنّ الروح القدس، ومن خلال عمله الفاعل وغير المنظور، يقود الشعب المسيحي في مسيرة حياته الروحيّة اليوميّة التي يلاقي فيها الصّعاب ويختبر سرّ الصليب. إنّ سرّ القربان هو العزاء واليقين بأنّ الغلبة ستكون في النهاية لمن يُصارع الشرّ والخطيئة... إنّه خبز الحياة الذي يُعطي القوّة لمن يجعلون من أنفسهم خبزاً مأكولاً لإخوتهم، مؤدّين أحياناً كثيرة شهادة الدّم أمانة للإنجيل.

   ونوّه البابا في ختام رسالته بإسهام وتضحيات المؤسّسات الحبريّة للإرساليّات في دفع رسالة الكنيسة، وشكرهم باسم كلّ الكنيسة على خدماتهم القيّمة في مسيرة البشارة الجديدة بالإنجيل. ثمّ دعا الجميع إلى دعم هذه المؤسّسات الإرساليّة روحياً وماديا لكيما تصل كلمة الإنجيل من خلالها إلى كلّ شعوب الأرض.

   نُذكّر في الختام بالإحصائيّات الأخيرة حول عدد الكاثوليك في العالم، كما أوردها نيافة الكردينال كريشينسيو سيبي، رئيس مجمع تبشير الشعوب في المؤتمر الصحفي:

   يبلغ عدد الكاثوليك في العالم مليار ومائة مليون نسمة، أي ما يوازي سبعة عشرة بالمائة من مجموع عدد سكان العالم البالغ ست مليارات نسمة. أمّا عدد من يخدمون الرسالة في الكنيسة بين أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيّين فيبلغ:

ـ خمسة وثمانون ألف كاهن بين أبرشي وراهب؛

ـ أربعمائة وخمسون ألف راهبة؛

ـ مليون وستمائة وخمسون ألف معلّم دين.

   وبالرّغم من هذا العدد الكبير تبقى الكنيسة بحاجة للمرسلين وخصوصاً في آسيا التي تُشكّل ستين بالمائة من مجموع عدد سكّان العالم، فيما لا يُشكّل الكاثوليك فيها سوى اثنَين فاصلة تسعة بالمائة من سكّانها.








All the contents on this site are copyrighted ©.