2004-10-21 16:12:07

كلمة قداسة البابا إلى الكهنة المجتمعين في جزيرة مالطا


   ينعقد في جزيرة مالطا المؤتمر الدولي للكهنة بدعوة وتنظيم مجمع الإكليروس. بدأت الأعمال يوم أمس الأربعاء وتنتهي يوم غدٍ الجمعة، وقد قام قداسة البابا يوحنَّا بولس الثاني عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم من قاعة الكونسيستوار في القصر الرّسولي في الفاتيكان، بتوجيه كلمة، عبر اتصال مباشر بالصوت والصورة، إلى الكهنة المجتمعين في مالطا، أعلن فيها عن اتحاده معهم في لقائهم الروحي المميّز في جزيرةٍ ترك فيها القديس بولس الرّسول ذكراً حيّا، هو من امتلكه المسيح فصار الخادم الوديع والجريء للإنجيل كما قال في رسالته إلى أهل غلاطية:"لستُ أنا الحَي، إنما المسيح حيٌّ فيّ وما لي من الحياة في الجسد أنا حيٌّ به في الإيمان..." (غلاطية: 20،2).

   إنّ كل كاهن، أضاف البابا في كلمته، مدعوّ من العناية الإلهية لمساعدة الرجال والنساء، الشباب والبالغين لاتّباع خُطى المُعلّم الإلهي، يجد في كلمات بولس الرّسول برنامج حياته الكهنوتيّة. الكنيسة بحاجة إلى كهنة قدّيسين، يكونون بدورهم "صانعي قدّيسين للألف الجديد".

   إن الرّب يسوع يدعونا إلى أن نكون رسلاً له، وخصوصاً من خلال قداسة الحياة. عليكم أعزائي الكهنة تقع مسؤولية إعلان كلمة إنجيل الحقيقة في كلّ مكان، لأنّها وحدها قادرة على تغيير قلب الكائن البشري من الأعماق ومنحه السّلام.

   أعزائي الكهنة، أضاف البابا في كلمته، إن تركتم المسيح يمتلِككم على مثال القديس بولس، تصبحون أنتم أيضاً قادرين على التبشير، عبر طرقات العالم، بمراحم الله الآب "الذي يُريد أنّ جميع الناس يخلصون ويبلغون إلى كلمة الحقّ". (1تيموتاوس:4،2).

   في عالم منغمس بالهموم والانقسامات والصراعات، قال البابا للكهنة، يتساءل المرء إن كان بالإمكان بعد الحديث عن الرجاء. بالطّبع نعم خصوصاً في هذا الوقت الذي يستوجب ضرورة الكلام والإعلان عن رجاء الإنسان الوحيد الذي هو يسوع المسيح الرّب.

   فليَكن مثال مريم العذراء ملاذاً تصبون إليه، هي، فتاة الناصرة الوضيعة التي أعلنت للملاك جبرائيل عن خضوعها التام لمشيئة الله قائلة:هاأنذا أمة الرّب، فليَكُن لي بحسب قولِكَ".

   هذه "النَّعم" أكّدتها مريم منذ اللحظة الأولى لقبولها الحبل الإلهي وحتّى أقدام الصليب على الجلجلة، حيث سلّمها يسوع المنازع على خشبة الموت إلى تلميذه يوحنّا قائلاً له"هذه هي أمُكَ". ومنذ تلك اللحظة صارت مريم أمّا لكلّ مؤمن، وبنوع خاص للكهنة لترافقهم في مسيرتهم اليوميّة.

   فالجأوا إليها آن العناء، فالعذراء تساعدكُم أيها الكهنة في تقديم ابنها ثمرة أحشائها، إلى الأطفال والشبيبة والعائلات والمرضى والعمّال وأرباب العمل والمُفكّرين والسياسيّين، والبشريّة جمعاء، فيتمكّن الجميع من قبوله ومحبّته بأمانة تامّة حتّى النّفس الأخير من حياتهم.

   وفي الختام منح البابا جميع الكهنة المشاركين في المؤتمر الدولي في مالطا، بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.