2004-10-20 16:23:59

مقابلة قداسة البابا العامّة مع المؤمنين


   أجرى قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني قبل ظهر الأربعاء الجاري في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين والحجّاج القادمين من بلدان عديدة من العالم.

   تابع الحبر الأعظم سلسلة تعاليمه عن صلوات المساء في الكنيسة مُرتكزاً، اليوم، إلى المزمور الثامن والأربعين الذي يَعتبر فيه صاحب المزامير الغِنى البشري هباءً مصيره الاندثار. وممّا جاء في المزمور الثامن والأربعين:"...إسمعوا هذا يا جميع الشعوب. أصيخوا يا جميع قاطني المسكونة... الغني والمسكين جميعاً...لماذا أخاف في أيّام السّوء إذا أحاط بي إثمُ مُتَعَقِّبِيَّ المُتّكلين على قوّتهم المُفتخرين بكثرة غناهُم...الحكماء يموتون وكذلك الجاهل والغبي. يهلكون ويُخلِّفون غناهُم لآخرين...".

   على الصدِّيق والمستقيم، أضاف البابا في تعليمه، مواجهة "أيّام سوءٍ" "لتربُّص الأشرار به" من يُفاخرون بكثرة غناهم. ولكن خلاصَه لا يكمن بكثرة الغنى والمال، إنما بمخافة الرّب. إنّ الإنسان بغناه لا يفهم "فيُماثِل البهائم ويتشبّه بها". الأحرى بالإنسان أن يكون فقيراً مُتّحداً مع الله من أن يكون غنياً وبعيداً عنه.

   وشدَّد البابا في تعليمه على الجهل المُدقع المُسيطر على الإنسان عندما يظن نفسه قادراً على تجنّب الموت بالاتّكال على قوته ووفرة ماله... إنّه لا يُدركُ أنَّه سيموت ويُخلِّف غناه لآخرين.

   وعرض البابا لمعنى الغنى في مختلف الثقافات والروحانيات حتى بلغ إلى يسوع المسيح الذي نبّهنا قائلاً:"احذروا وتحفّظوا من كلّ بُخلٍ لأنَّها ليست حياة أحدٍ بكثرة أمواله". ويطرح يسوع علينا هذا السؤال أيضاً:"ماذا يُعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ الجواب لا شيء لأنَّ الحياة عطيّة من الله...فلنُطبِّق كلام المعلِّم الإلهي القائل لنا:"لا تهتمّوا لأنفسكم بما تأكلون ولا لأجسادكم بما تلبسون، فإنَّ النفس أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس".

   في ختام تعليمه الأسبوعي وجّه البابا تحياته للوفود الحاضرة بلغات عديدة، وخصّ الشبيبة والمرضى والأزواج الجدد داعياً إياهم لصلاة المسبحة الورديّة كل يوم لأنّها تساعدهم على الغوص أكثر فأكثر في أعماق سر يسوع فادي الإنسان، وعلى اختبار حنان مريم الوالدي.

   الجدير ذكره أنّ قداسة البابا، وفي طريقه للقاء المؤمنين في إطار المقابلة العامّة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، توقّف أمام مشكاة في الحائط الخارجي لبازيليك القديس بطرس، لمباركة تمثال جديد للقديسة الإسبانيّة تيريزا دي خيسوس جورنيه، مؤسّسة رهبنة الأخوات الصغيرات لمساعدة المُسنّين المتروكين. عاشت هذه القديسة الإسبانيّة في القسم الثاني من القرن الثامن عشر. أعلن تطويبها البابا بيوس الثاني عشر عام 1958، وقداستها البابا بولس السادس عام 1974. يبلغ طول التمثال المصنوع من الرخام خمسة أمتار ونصف، ووزنه نحو خمسة وخمسين طنا. حفره النّحات الإيطالي أليسّاندو رومانو.








All the contents on this site are copyrighted ©.