2004-10-13 15:53:44

مقابلة قداسة البابا العامّة مع المؤمنين


   أجرى قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر الأربعاء الجاري، مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، حيث تابع قداسته تعاليمه حول صلوات المساء في الكنيسة مُركّزاً على نشيد القديس بولس الرّسول في بداية رسالته إلى أهل أفسس:"تبارَكَ إلهُ ربّنا يسوع المسيح وأبوه باركنا في المسيح كلّ بركة روحيّة في السماوات، ذلك بأنّه اختارنا قبل إنشاء العالم لنكون عنده قدّيسين بلا عيب في المحبّة وقدّر لنا أن يتبنّانا بيسوع المسيح على ما ارتضته مشيته... فكان لنا منه الفداء بدمه والصّفح عن الزلاّت على مقدار نعمته الوافرة التي أفاضها علينا... فيجتمع بالمسيح كلّ شيء ممّا في السَماوات وفي الأرض". )أفس: (1, 3-10

   بهذا النّشيد المفرح، قال البابا في مُستهلّ تعليمه، يفتتح بولس الرّسول رسالته إلى أهل أفسس. في سطوره خلاصة لاهوتيّة وروحيّة وتعبير مميّز عن إيمان الرّسل وليتورجيّة الكنيسة الأولى في عهد الرّسل.

   إنّ هذا النّشيد تُكرِّره الكنيسة في صلوات المساء أربع مرّات في الأسبوع لتسمح للمؤمن التأمّل بصورة المسيح العظيمة، قلبِ الروحانيّة والعبادة المسيحيَّة، ومبدأ الوحدة ومعنى الكون والتاريخ.

   يرتفع نشيد البشرية المبارِك للرّب من مخطَّطه الإلهي الذي دُعيَ المسيح لإتمامه. وفي قلب هذا المخطّط تظهر دعوتنا لنكون "قدّيسين بلا عيب"، ليس في مظهرنا الخارجي إنّما بالمحبّة أيضاً. إنّها قداسة وطهارة أخلاقيّة ووجوديّة وداخليّة.

   لقد رفعنا الله إلى شرف البنوّة فصرنا أبناء بابنه وإخوة ليسوع الذي انسكبت نعمة الخلاص علينا من خلاله وحده. ولنكون قدّيسين حقيقيّين، عمل الله فينا ليُبدّلنا جذرياً ويحرِّرنا كُليًّا من الشرّ. ففدانا بواسطة دمّ المسيح، وغفر خطايانا بغنى نعمته. ذبيحة المسيح على الصّليب كانت أسمى عمل محبّة وتضامن مع الإنسان الخاطئ والضعيف، ففاض منها نور الحكمة والبصيرة الذي يُصيّرنا خليقة جديدة وممجّدة بدون خطيئة ومُدركة لأسرار مشيئته الإلهيّة.

   إنّه سرّ رائع وكامل يحمل في طيّاته مخطّط خلاص "يجمع في المسيح كلّ شيء ممّا في السماوات وفي الأرض". وكما جاء في ختام الفصل الأوّل لرسالة بولس إلى أهل أفسس:"...كشف الله عن عزّته القديرة في المسيح إذ أقامه من بين الأموات وأجلَسَه إلى يمينه في السّماوات فوق كلّ صاحب رئاسة وسلطان، وفوق كلّ اسم يُسمّى به مخلوق... وجعل كلّ شيء تحت قدمَيه وجعله رأساً للكنيسة...".

   وفي ختام تعليمه الأسبوعي حيّ البابا الشبيبة والمرضى والأزواج الجدد وتمنّى عليهم اقتفاء خطى العذراء مريم في بداية السنّة الإفخارستيّة، والسعي على مثالها في اتباع يسوع، الطريق والحقّ والحياة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.