قداسة البابا يستقبل مجموعة من أساقفة الولايات المتحدة في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية

استقبل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم الجمعة في القصر الرسولي بالفاتيكان مجموعة من أساقفة الولايات المتحدة في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية.  وجّه الحبر الأعظم لضيوفه التسعة عشر كلمة، استهلّها مرحباً بهم ومعرباً عن سروره الكبير للقائهم بمناسبة زيارتهم الحبر الأعظم وضريحَي الرسولين بطرس وبولس. 

ثمّ قالَ البابا: لقد تمحورت الكلمات التي وجّهتُها إلى أساقفةِ الولايات المتحدة حول واجب الأساقفة المقدّس، ألا وهو تقديس شعب الله وتلمذته.  إنّ الأسقفَ مدعوٌ أيضاً إلى أن يخدمَ الآخرين، ويكون على مثالِ المسيح، يرعى الخراف الموكلة إليه.

       ومضى البابا إلى القول: ينبغي أن يسعى رعاة الكنيسة إلى ترسيخ أسس المحبّة والشركة الأخوية بين المؤمنين الموكلين إلى رعايتِهم من جهة، وتعزيز الشركة بين أبرشياتهم والكنيسة الجامعة من جهة ثانية.  فالأسقف مدعو إلى إعلان بشرى الإنجيل قولاً وفعلاً على المؤمنين بهدف تقديسِهم وحملِهم بالتالي على مشاركة البشرى السارة مع الآخرين.

       وتابع الحبرُ الأعظم كلمته إلى أساقفة الولايات المتحدة قائلاً: يمكن للأساقفة أن يُتمّوا الواجبَ الموكل إليهم إذا ما تعاونوا مع بعضِهم البعض بشكلٍ وثيق، كما فعلَ تلاميذ المسيح الذين أدّوا رسالتَهم بوحدة العمل والقلب. 

وذكّرَ قداستُه الأساقفةَ بكلمات القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس: "أناشدكم أيها الأخوة، باسم ربّنا يسوع المسيح، أن تكونوا جميعاً على وفاقٍ في الرأي وألا يكون بينكم شقاقٌ، بل كونوا على وئامٍ تامٍّ، لكم روحٌ واحد وفكر واحد".  وقالَ البابا إنّه يرفع الصلاة إلى الله الكلّي القدرة كيما يعمل الأساقفة سوياً على نشر كلمة الإنجيل بشكلٍ أكثر فعالية من الولاياتِ المتحدة.

       ثمّ حثَّ قداسته الأساقفة على توجيه أنظارهم نحو المشاكل التي تؤثّر سلباً على رسالة الكنيسة، بينها تراجع عدد المشاركين في القداس الإلهي، والمخاطر المحدقة بسر الزواج، ودعاهم إلى إيلاء اهتمامٍ خاصّ باحتياجات المهاجرين الدينية.

       وختم البابا كلمته إلى أساقفة الولايات المتحدة يقول: أعلنوا رسالة الخلاص في كلّ حين، واجعلوا صوتكم مسموعا.  وأعلنوا بثقة البشرى السارة كيما "يخلص جميع الناس ويبلغوا إلى معرفة الحقّ" كما يقول القديس بولس الرسول.  ثمّ أوكل الحبر الأعظم رعاة الكنيسة في الولاياتِ المتحدة ومؤمنيها إلى شفاعة العذراء مريم، ومنح الجميع فيض بركاته الرسولية.