2004-10-08 16:07:49

"أُمكُث معنا يا ربّ": عنوان رسالة قداسة البابا بمناسبة الاحتفال بسنة الإفخارستيا


   في القداس الإلهي الذي رئسه قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني أمام بازيليك القديس يوحنّا اللاتران في روما، بمناسبة عيد خميس جسد الرّب ودمه في العاشر من حزيران يونيو الماضي، أعلن الحبر الأعظم عن موعد الاحتفال بسنة الإفخارستيا في الكنيسة الجامعة ابتداءً من شهر أكتوبر تشرين الأوّل 2004 ولغاية أكتوبر تشرين الأوَّل 2005.

   صباح يوم الجمعة الجاري صدرت في الفاتيكان، رسالة قداسة البابا يوحنَّا بولس الثاني الرسوليّة حول سنة الإفخارستيا بعنوان "أمكث معنا يا ربّ، وذلك أثناء مؤتمر صحفي رئسه نيافة الكردينال فرنسيس أرينزيه، رئيس مجمع العبادة الإلهيّة وتنظيم الأسرار، في دار الصحافة التابعة للكرسي الرَّسولي، والذي لخَّص في كلمته ما تتضمّنه الرّسالة البابويّة المؤلّفة من مُقدّمة، وأربعة فصول وخاتمة.

   في المُقدّمة يتبنَّى البابا صورة تلميذَي عِمّاوس التيِ تُشكّل انسياقاً موضوعياً لكلّ فصول الرسالة الرسوليّة. فبعد أن شرح أهميّة سنة الإفخارستيا التي تدخل في خط المجمع الفاتيكاني الثاني وسنة يوبيل الألفَين الكبير في الفصل الأوّل، ركَّز قداسته في الفصل الثاني على الإفخارستيا كسرِّ نور، وفي الفصل الثالث كينبوع وصورة للوحدة، وفي الفصل الرابع كمبدأ وأساس الرّسالة.

   تعيش الكنيسة في السنة الإفخارستيا سرّ القربان المُقدّس. فيسوع يواصل مسيرته معنا ويُدخلنا إلى أسرار الله كاشفاً لنا المعنى العميق للكتب المقدّسة، وفي قِمّة اللقاء يكسر يسوع لنا "خُبز الحياة".

   دعا البابا الكنيسة مراراً عديدة طوال سنوات حبريّته، للتكفير بالقربان المُقدّس مُتّبعةً تعاليم آباء الكنيسة، والمجامع المسكونيّة وتعاليم البابوات ... ويُذكّر بحدثَين رئيسيّين يُشكّل الأوّل منهما بداية سنة الإفخارستيا، والثاني نهايتها. الحدث الأوّل هو المؤتمر الإفخارستي الدولي الثامن والأربعين الذي يبدأ أعماله في المكسيك يوم الأحد القادم، العاشر من الجاري ويُنهيها في السابع عشر منه، والحدث الثاني هو الجمعية العامَّة الحادية عشرة لسينودوس الأساقفة التي ستُعقد من الثاني ولغاية التاسع والعشرين من شهر تشرين الأوّل أكتوبر عام 2005، أضف إليها اليوم العالمي للشّبيبة الذي سينعقد في مدينة كولونيا بألمانيا من السادس عشر ولغاية الحادي والعشرين من شهر آب /أغسطس/ القادم.

   ويُسند البابا الاحتفال بالسنة الإفخارستيا إلى عناية الأساقفة الراعويّة، فتستنير جميع برامجهم واحتفالاتهم الروحية بنور سرّ القربان، مبدأ وأساس الحياة الروحيّة لدى كلّ تلميذ من تلاميذ المسيح.

   ويُصلّي البابا في الرسالة كي ما يُشكّل العام الإفخارستي للجميع مناسبة قيّمة لتجديد معرفتهم بهذا الكنز الثّمين الذي أورثه المسيح لكنيسته. كما ولا يطلب قداسته القيام بمبادرات غير اعتياديّة إحياءً لهذه السّنة، إنما التركيز على العمق الروحي، وبنوع خاص المشاركة في قدّاس يوم الأحد وفي تكريم سرّ القربان خارج الذبيحة الإلهيّة.

   ويُصلّي البابا في ختام الرسالة الرسولية بمناسبة الاحتفال بسنة الإفخارستيا، إلى العذراء مريم كي ما تتشبّه الكنيسة بمثالها في علاقتها الوطيدة بالقربان المُقدّس.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.