2004-10-06 15:32:40

مقابلة قداسة البابا العامّة مع المؤمنين


   أجرى قداسة البابا يوحنَّا بولس الثاني عند الساعة العاشرة والنصف من قبل ظهر هذا الأربعاء، المقابلة العامَّة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، وتمحور موضوعها حول نشيد "العروس والملكة" الوارد في المزمور الرابع والأربعين وجاء فيه:"بناتُ الملوك من كرائِمكَ. قامت الملكةُ عن يمينكَ بِذهبِ أُوفيرَ. إسمَعي يا ابنَتي وانظُري وأَميلي أُذُنَكِ. انسَي شعبَكِ وبيتَ أبيكِ فيَصبوَ الملِكُ إلى حُسنك... وبنتُ صورَ أغنياء الشعب تستعطفُ وجهَكِ بالهدايا. بِنتُ الملِك جميعُ مجدِها في الداخل ولَبوسُها من نسائج الذَّهب. تُزفُّ إلى الملك في رياشٍ موشّاة ... يكون بنوكَ عوضاً من آبائكَ تُقيمهم رؤساء على جميع الأرض...".

   إن وصف الأنوثة الجمالي الذي قدَّمه لنا صاحب المزامير، استهلّ البابا تعليمه يقول، يُشكِّل المقطع الثاني من المزمور الرابع والأربعين، وهو نشيد عرسٍ فَرِحٍ وهادئ تُردِّده صلوات المساء في الكنيسة. فبعد التأمُّل في المقابلة العامَّة الماضية، في المقطع الأوَّل من المزمور، بالملك الذي يحتفل بالعرس، تتَّجه أنظارنا اليوم للتحديق بصورة الملكة العروس.

   إن شاعر البلاط وصاحب المزمور يرسم لنا صورة العروس بكلِّ دقَّة وإرهاف. وتحديده مدينة صور الفينيقيّة، يُثير الاعتقاد بأن الأميرة من أرض غريبة، لذا تحمل الدعوة لها بنسيان شعبها وبيت أبيها معنىً هامّا.

   الدعوة الزوجيَّة هي تغيُّر في الحياة وتبدُّل في الوجود كما جاء في سفر التكوين:"يتركُ الرَّجل أباه وأمَّه ويلزَمُ امرأتَه ويصيران كلاهما جسداً واحداً" (تك: 24،2)...

   ومن اللافت أن صاحب المزامير يُعلي شأن وعظمة العروس وجمالها. فالكتاب المُقدَّس يُحبّ الجمال كانعكاس لروعة الله... وإلى جانب الجمال يُعلي كاتب المزمور شأن الفرح الذي يغمر العرس... والسعادة الحقيقية هي أعمق من الفرحة البسيطة، لأنَّها تُعبّر عن حب يتقاسمه الحبيب وحبيبته من أجل الخير وراحة القلب.

   بعد وصف احتفال العرس ينتقل الكاتب للحديث عن الإخصاب كعنصر هامٍّ من عناصر الزواج، فيقول "ويكون بنوكَ... وسأذكر اسمَكَ في كلّ جيل فجيل". إنّه ليس فقط مُستقبل المُلك، بل مستقبل البشرية... وأمام هذه الحقيقة يجد الغرب نفسه عاجزاً عن ربط وجوده واستمراريته بالمستقبل من خلال إنجاب البنين واحترام حياة الأجنة والأطفال الذين يُكملون بناء حضارة الشعوب ويُحقّقون تاريخ الخلاص.

   وختم البابا تعليمه الأسبوعي بتحية الوفود الحاضرة بلغات عديدة، ثم توجّه إلى الأزواج الجدد قائلا:"إن المزمور الرابع والأربعين هو نشيد عرس يُمكننا تقديمه للأزواج الراغبين عيش زواجهم بفرح وتجدُّد داخلي. وبوصفه مشهد العرس وأبَّهته، يُسطِّر صاحب المزامير عظمةَ كرامة المرأة...  من ثمَّ حيَّ البابا الشبيبة والمرضى مُذكراً إياهم بأنّ الكنيسة تحتفل يوم غدٍ الخميس بعيد العذراء سلطانة الورديَّة المُقدّسة، وحثَّهم على صلاة السبحة الورديَّة العزيزة على قلب التقليد الشعبي المسيحي، وأن يجعلوا منها صلاتهم اليوميَّة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.