2004-10-05 16:08:39

نية الكنيسة الإرسالية لشهر تشرين الأول ـ أكتوبر 2004


   تُصلي الكنيسة في نيّتها الإرساليّة لشهر تشرين الأوَّل /أكتوبر/ الجاري من أجل "أن ينمو في القارَّة الأميركيّة اللاتينيّة، عدداً ونوعيّةً، الحضور الكاثوليكي وسط الحياة الوطنيّة ووسائل الاتصالات الاجتماعيّة".

   في إرشاده الرَّسولي "الكنيسة في أميركا"، يُذكِّر قداسة البابا يوحنَّا بولس الثَّاني العلمانيّين بضرورة أن يكونوا واعين لكرامتهم كمُعمَّدين، ويطلبُ من رعاة الكنيسة أن يأخذوا بعين الاعتبار شهادة العلمانيِّين وعملهم في نشر بشارة الإنجيل. لن يُفَعَّلَ التجدُّد في كنيسة أميركا اللاتينيَّة من دون حضور العلمانيِّين الناشط فيها، لأنَّه يقع على عاتقهم بناء مُستقبل الكنيسة.

   من بين المجالات التي يُحِّقق فيها العلمانيُّون دعوتهم في قلب الكنيسة، تنظيم الأمور الزّمنية وتسييرها حسب مشيئة الله، وهذا عبر تعدُّد المواهب ومجالات الخدمة التي يتمتَّع بها جسم الكنيسة العلمانيّ.

   إنَّ مشاركة العلمانيّين في حقل وسائل الإعلام وفي تنظيم المجتمع حسب المبادئ المسيحيَّة، يجعلنا نُدرك قيمة العمل الإرسالي في جميع حقول المجتمع.

  نحن نعلم، جاء في نيَّة الكنيسة الإرسالية لهذا الشَّهر، أن التضامن فضيلة من الفضائل المسيحيَّة، وممارسته تعني تبادل الخيور الروحيَّة أكثر من تبادل الخيور الماديّة.

   يُعلِّمنا كتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي، أن التنوّع يدخل في مخطّط الله الذي يريد أن يستمدّ كُلُّ واحد من الآخر ما يحتاجه. فالتنوّع يُشجّع الأشخاص على الانفتاح والطيبة والمقاسمة. ويدفع الثقافات على الاغتناء من بعضها البعض. "ويقول الرَّب، كما جاء في كتاب حوارات للقديسة كاترين السيانية، أنا أوزِّعُ الفضائل بطريقة مغايرة، إذ لا أُعطي كلّ الفضائل لشخص واحد فقط، بل أوزِّعها بين الواحد والآخر. فهناك من أمنحه فضيلة المحبَّة، وآخر فضيلة العدل، وآخر التواضع، وآخر الإيمان الحَي... وهكذا أكون قد أعطيت مواهب ونِعمَ كثيرة، روحية وزمنيّة، للجميع وليس لإنسان واحد، لكي تكونوا مرغمين على محبّة بعضكم البعض لحاجتكم لبعضكم البعض، وتكونوا كلّكم خدّامي في نشر النِّعم والعطايا التي نلتموها منّي".

   عبر هذه الكلمات السامية نُدرِكُ ضرورة أن يلتزم المسيحيّون أكثر في الشؤون المرتبطة بمصائر شعوبهم بكلّ الوسائل الممكنة، وبنوع خاص استعمال وسائل الإعلام بطريقة أخلاقيّة لتحقيق هدفهم النّبيل. "فالكنيسة تُقرّ بأن وسائل الإعلام، إن استُعمِلَت للخير، توفّر للبشرية عوناً كبيراً في التخفيف من وطأة المِحَن، وإغناء النفوس ونشر ملكوت الله ، والتبشير بالإنجيل لخلاص جميع البشر.

   ويحثّ قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرَّسولي أبناء القارّة الأميركيّة قائلاً:"أميركا بحاجة لعلمانيّين مسيحيّين قادرين على لعب أدوار رياديّة في المجتمع. من الضروري تنشئة رجال ونساء يتركون أثرهم في الحياة العامة من خلال توجيهها للخير العام. ففي ممارسة السياسة، بمعناها النَّبيل والحقيقي في إدارة الخير العام، يستطيع المسيحيون العلمانيون إيجاد سُبل تقديس ذواتهم. لذا من الضروري تنشئتهم على مبادئ وقيم عقيدة الكنيسة الاجتماعيّة ليُصبحوا رواد الحقيقة في مجتمعاتهم...".








All the contents on this site are copyrighted ©.