حياة خادمة الله لودوفيكا دي أنجيليس

   يوم الأحد القادم، الثالث من شهر تشرين الأوَّل /أكتوبر/، يرأس قداسة البابا يوحنَّا بولس الثَّاني في الفاتيكان احتفال إعلان تطويب خمسة من خدام الله، من بينهم الأخت Ludovica De Angelis، من راهبات بنات السيِّدة العذراء أمّ المراحم.

   ولِدَت خادمة الله الإيطالية ـ الأرجنتينيَّة، في الرابع والعشرين من تشرين الأوَّل /أكتوبر/ من عام 1880 في بلدة San Gregorio بإيطاليا، وهي الكُبرى بين إخوتها الثمانية. تلقَّت سرّ العماد في يوم مولدها، ونشأت في مناخ عائلي هادئ يعمل بصمت وسكينة. كانت منفتحة على التعاون في مساعدة المُحتاجين سعياً لتحقيق حلم حياتها في وهب ذاتها بكليَّتها لله.

   وعندما أدركت دعوة الله لها، وبعد تخطِّيها معارضة أهلها، أجابت بسخاء تام ودخلت دير راهبات أمّ المراحم في مدينة سافونا الإيطاليَّة حيث تنشأت في زمن الابتداء على محبَّة الرسالة. وبعد إبراز نذورها الرهبانية انطلقَت بأمر رئيستها إلى عمل الرسالة في بوينوس أيريس بالأرجنتين حيث التحقت في مُستشفى الأطفال في مدينة بلاتا وكانت مسؤولة عن شؤون المطبخ. كرَّست حياتها بتواضع ومحبَّة تامَّين لتكون خادمة للجميع. وبعد فترة عُيِّنَت مُديرة لشؤون المُستشفى، وكانت خلاَّقة ومُبدِعة وجريئة في إتمام مهامها، وكانت للجميع، وبنوع خاص للأطفال أُمًّا حنونة. فهي لم تُكُن تكتَفي باستقبالهم، والاعتناء بهم وغمرهم بعطفها واهتمامها، إنما كانت تعمل على تنشئتهم المسيحيَّة ونموِّهم الروحي وإيجاد مُستقبل زاهر لهم.

   بَقِيَتْ في خدمة المُستشفى في الأرجنتين أكثر من خمسين عاماً حتَّى انطفأ سراج حياتها الأرضية في الخامس والعشرين من شهر شباط /فبراير/ من عام 1962، وصارت الأرجنتين بلدها الثاني الذي أحبَّت وتفانت في خدمة أبنائه بتواضع وفرحٍ تامَّين. فلتَكُن صلاتها معنا. آمين.