2004-09-30 16:25:07

مداخلة أمين سرِّ دولةِ حاضرة الفاتيكان للعلاقات معَ الدول أثناءَ انعقادِ الدورة التاسعة والخمسين للجمعيَّةِ العامة للأممِ المتَّحدة


"السَّلامُ هو الخيرُ الأسمى." هذا ما قالَهُ المطران جوفاني لايولو أمينُ سرِّ دولةِ حاضرةِ الفاتيكان للعلاقاتِ معَ الدول أمس الأربعاء أثناءَ انعقادِ الدورةِ التاسعة والخمسين للجمعيَّةِ العامَّة للأممِ المتَّحدة في نيويورك. وقالَ سيادتُهُ إنَّ الكرسي الرسولي يتشرَّفُ بأن يشاركَ في المناقشاتِ العامَّة للجمعيَّةِ العامّة للأممِ المتَّحدة ـ وللمرَّةِ الأولى ـ وذلكَ بعدَ صدورِ قرارٍ في الأوَّل من تموز يوليو الفائت ينصُّ على تقويةِ الوضعِ القانوني للكُرسي الرَّسولي في المُنظَّمة، وبدونِ نزْع صفة مراقبٍ دائم.

وتحدَّثَ المطران لايولو أيضًا عن أهدافِ الألفيَّة وفي طليعتها محاربةُ الفقرِ  وقالَ من الأهميَّةِ بمكانٍ ـ وتحتَ رعايةِ الأممِ المتَّحدة ـ التوصلُ إلى نظامٍ تجاريٍّ دوليٍّ أكثرَ ليونةً وعدالةً وهيكليَّاتٍ ماليَّة تعملُ لصالحِ النموِّ وإلغاءِ الديونِ الخارجيَّةِ المتراكمة على البلدانِ الفقيرة.

وتطرَّقَ أمينُ سرِّ دولةِ حاضرةِ الفاتيكان للعلاقاتِ معَ الدول في مداخلتهِ إلى النِّزاعِ الإسرائيلي ـ الفلسطيني وقالَ إنَّ الكنيسةَ الكاثوليكيَّةَ تدعو الجميعَ إلى القيامِ بخطواتِ سلامٍ، وأضافَ يقول: إذا كانَ السَّلامُ ثمرةَ العدالة، فلا يجبُ أنْ ننسى بأنَّ لا عدالةَ بدونِ غفران، كما قالَ قداسةُ البابا يوحنَّا بولس الثاني.

أمَّا في ما يتعلَّقُ بالأوضاعِ السائدة في العراق، قالَ المطران لايولو إنَّ موقفَ الكرسي الرسولي من التدخُّلِ العسكري كانَ واضحًا جدًّا واليوم، ينبغي دعمُ الحكومةِ الحاليَّة في جهودِها المبذولة لوضْعِ نظامٍ سياسيٍّ ديمقراطيٍّ في البلاد يتوافقُ معَ قيم تقاليدِها التاريخيَّة. وعن القارَّةِ الأفريقيَّة، قالَ سيادتُهُ إنَّ دولاً عديدةً كالسودان والصومال وساحلِ العاج ومنطقةِ البحيراتِ الكبرى بحاجةٍ إلى التضامنِ الدولي معها، وقد أظهرَ الإتِّحادُ الأفريقي نجاحَهُ في عددٍ من الحالات.

وعن الإرهاب، قالَ المطران لايولو إنَّها ظاهرةٌ لا تليقُ بالإنسان وتطَّرقَ إلى الحريَّةِ الدينيَّة الموجودة إلى جانبِ حقوقٍ أساسيَّةٍ في الإعلانِ العالمي لحقوقِ الإنسان الذي صدَّقتْ عليهِ الجمعيَّةُ العامَّة للأممِ المتَّحدة في العاشر من ديسمبر كانون الأوَّل من عام 1948.

ومن بينِ الحقوقِ الأساسيَّة ذكرَ المطران لايولو حقَّ كلِّ فردٍ في الحياة وعاد بالذاكرة إلى الكلماتِ الأولى التي يبدأ فيها نصُّ الإعلانِ العالمي لحقوقِ الإنسان:"الإعترافُ بالكرامةِ المتأصِّلة في جميعِ أعضاءِ الأسرةِ البشرية وبحقوقِهم المتساوية الثابتة هو أساسُ الحريَّة والعدلِ والسَّلامِ في العالم."

وفي ختامِ مداخلتهِ أثناءَ انعقادِ الدورة التاسعة والخمسين للجمعيَّة العامَّة للأممِ المتَّحدة في نيويورك، قالَ أمينُ سرِّ دولةِ حاضرةِ الفاتيكان للعلاقات معَ الدول: باستطاعةِ الأممِ المتَّحدة وفي مسيرتها الحاضرة والمستقبلة أن تعتمدَ دومًا على مساعدةِ الكرسي الرسولي.








All the contents on this site are copyrighted ©.