2018-07-13 12:48:00

مجلس أساقفة فنزويلا يصدر إرشادا رعويا في اختتام أعمال جمعيته العامة


"لا تخف، أنا معك". هذا هو عنوان الإرشاد الرعوي الذي صدر عن مجلس أساقفة فنزويلا ليومين خليا في أعقاب جمعيتهم العامة العاشرة بعد المائة التي بدأت أعمالها في السابع من تموز يوليو الجاري، وتسلط الوثيقة الضوء على الأوضاع الحرجة التي تمر بها البلاد. اعتبر الأساقفة أن فنزويلا تعيش حاليا مرحلة من الضيقة الكبيرة التي تحمل انعكاساتها على حياة المدنيين وتعرض مستقبلهم للخطر. وأكد الأساقفة أن النسبة الأكبر من المواطنين الفنزويليين تجد نفسها عاجزة عن مواجهة المشاكل الناجمة عن التضخم المالي لافتين إلى أن الأوضاع المعيشية لهؤلاء، السيئة أصلا، تواصل تدهورها يوماً بعد يوم مع العلم أن البلد الأمريكي اللاتيني يواجه منذ سنوات أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية خانقة فضلا عن النقص الحاد في المواد الغذائية ما أدى إلى ارتفاع نسبة سوء التغذية وانتشار الأمراض وسط الأطفال بشكل خاص. وذكّر الأساقفة المؤمنين بأن الكنيسة الكاثوليكية المحلية نددت في أكثر من مناسبة بالأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد مشيرين إلى أن استمرار الأزمة وتفاقمها في مناطق فنزويلية عدة يحصدان المزيد من الضحايا ويولّدان آلاما جمة للعائلات.

ولم يخل الإرشاد الرعوي للأساقفة الفنزويليين من الإشارة إلى نزوح العديد من المواطنين اليائسين والذين يبحثون عن مستقبل أفضل خارج البلاد، وتحدث الأساقفة عن ارتفاع كبير في عدد الفنزويليين الموزّعين على بلاد الشتات، لافتين إلى أن موجة النزوح هذه تحرم الوطن من المقومات والطاقات التي يحتاج إليها. كما أن المواطنين الذين يلجئون إلى الخارج يجدون غالباً صعوبة في الانخراط في النسيج الاجتماعي ومن بينهم أشخاص يقعون ضحايا الشبكات الإجرامية التي تستغل الدعارة وتمار س العبودية. هذا ثم عبّر مجلس الأساقفة عن امتنانه للمساعدات السخية التي تقدمها الكنائس الأخرى، لاسيما في البلدان المجاورة لفنزويلا لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن العديد من المواطنين الفنزويليين قرروا الهجرة لأنهم فقدوا الأمل بالمستقبل.

بعدها حمّل الأساقفة في الإرشاد الرعوي حكومة كراكاس مسؤولية ما يحصل في البلاد، معتبرين أن السلطات عاجزة عن إدارة الأزمة وإخراج البلاد منها. وأكدوا أن الحكومة تسعى إلى وضع مخططاتها ومشاريعها السياسية في الصدارة ولا تأخذ في عين الاعتبار المشاكل الأخرى، لاسيما الإنسانية منها. ومن هذا المنطلق كتب الأساقفة أنه لا بد من وضع المواطن الفنزويلي في المحور، خصوصا الرجال والنساء المتألمين والعائشين في أوضاع من العوز الشديد. واعتبروا أن تجاهل احتياجات الشعب هو ميزة من ميزات الأنظمة التوتاليتارية التي تحتقر كرامة الكائن البشري. وتطرق الأساقفة في ختام رسالتهم إلى الدورة الانتخابية الأخيرة معتبرين أنها أفضت إلى تمديد ولاية الرئيس نيكولاس مادورو وأكدوا أهمية أن ينعم الفنزويليون بقيادة رشيدة تسعى إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية. وقالوا أيضا إن الكنيسة لا تمارس النشاط السياسي لكنها تحث المؤمنين العلمانيين على إسماع صوتهم والتأثير في الحقل السياسي.








All the contents on this site are copyrighted ©.