2018-05-31 15:00:00

مسؤول العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية في المجلس المسكوني للكنائس يتحدث عن زيارة الأب الأقدس المجلس في 21 حزيران


مع اقتراب موعد زيارة البابا فرنسيس المجلس المسكوني للكنائس في جنيف لمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسه، وذلك في الحادي والعشرين من حزيران يونيو، أجرى الأب أنطونيو سبادارو مدير المجلة اليسوعية "شيفيلتا كاتوليكا" (الحضارة الكاثوليكية) مقابلة مع مسؤول العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية في المجلس المسكوني الراعي الإنجيلي مارتين روبرا، تطرقت إلى جانب أهمية ومعنى زيارة الأب الأقدس إلى تأسيس وتاريخ المجلس المسكوني وطبيعته وأعضائه. ووصف المسؤول المجلس بجمعية أخوية من 348 كنيسة أغلبها أرثوذكسية وأنغليكانية وبروتستانتية، ويعني المجلس للكنائس الأعضاء السير معا في ثقة متبادلة. تحدث القس روبرا أيضا عن أن أحد دوافع تأسيس المجلس كانت ضرورة التعاون في الرسالة.

أما في بداية حديثه عن زيارة قداسة البابا المنتظرة فأشار مسؤول العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية إلى بلوغ العلاقات المسكونية ربيعا جديدا بفضل مبادرات الأب الأقدس. وذكّر في هذا السياق بمشاركة البابا فرنسيس في لوند السويدية في لقاء الصلاة المسكوني احتفالا بالذكرى المئوية الخامسة لبداية الإصلاح اللوثري، وأضاف لافتا الأنظار إلى أن الأحاديث التي تخللتها هذه الزيارة تمحورت كلها حول تحديات الحاضر والمستقبل والمسيرة التي يجب القيام بها، ووصف زيارة لوند بلحظة وحدة على هذه المسيرة. كما تحدث عن كون الزيارة التي أسفرت عن توقيع إعلان مشترك للكنيستين الكاثوليكية واللوثرية أحد مرجعين أساسيين يساعداننا على التأمل في المسار الطويل الذي نأتي منه وكيفية السير قدما معا في المستقبل، والمرجع الثاني حسب القس مارتين روبرا هو الإعلان المشترك حول عقيدة التبرير الذي تم التوقيع عليه عام 1999 بين الكنيسة الكاثوليكية والاتحاد العالمي للكنائس اللوثرية. وتابع المسؤول أن هاذين الحدثين جعلانا نشعر بالتحرر من تكرار الأفكار النمطية التي عمقت انفصال الكنائس والجماعات، وقادت إلى العنف وحتى إلى الحرب خلال القرون الخمسة التي تلت الإصلاح. بل قد اكتشفنا بالأحرى، تابع مسؤول المجلس المسكوني، إرثا مشتركا كبيرا وأصبحنا هكذا مسؤولين عن ماضينا وأيضا عن مستقبلنا معا.

وتابع القس الإنجيلي مؤكدا وجود تحديات كبيرة أمام العمل المسكوني، لكن معا تتوفر لدينا حسب ما ذكر إمكانية ان نُظهر للعالم أن ما يجمعنا هو أكثر بكثير مما يفرق بيننا. وتحدث عن حاجة ليست سهلة إلى حمل المسيحيين جميعا إلى حوار وتعاون أوثق، وإلى أن نعمل معا في مجال الحوار بين الأديان والتعاون من أجل السلام وازدهار الحياة.

وجه مدير المجلة بعد ذلك سؤالا إلى المسؤول حول العلاقة الحالية مع الكنيسة الكاثوليكية مذكرا بأنها ليست من أعضاء المجلس لكنها تشارك كمراقب وتتعاون على أصعدة مختلفة منذ عام 1965، عام اختتام المجمع الفاتيكاني الثاني، فأجاب القس روبرا متحدثا عن تحسن تعاون المجلس مع الدوائر الفاتيكانية وبشكل خاص مع المجلسين الحبريين لتعزيز وحدة المسيحيين وللحوار بين الأديان، هذا إلى جانب التعاون مع الدائرة الجديدة المعنية بالتنمية البشرية المتكاملة. أشار أيضا إلى مكاسب هامة على صعيد التعاون، من بينها على سبيل المثال الاحتفالات المسكونية باليوم العالمي للصلاة من أجل العناية بالخليقة. وأعرب المسؤول عن الرجاء في أن تكون زيارة الأب الأقدس القريبة إلى جنيف علامة قوية من أجل تقاسم المسيحين جميعا الالتزام بالتعمق في الوحدة بين الكنائس في المسيرة، والمشاركة معا في الرسالة الإلهية، رسالة الحياة والعدالة والسلام في العالم.

توقفت المقابلة بعد ذلك عند حبرية البابا فرنسيس، فتحدث القس الإنجيلي عن استقبال المجلس المسكوني للوثائق الصادرة عن الأب الأقدس مثل الرسالة العامة "كن مسبَّحا" والإرشادات الرسولية الثلاثة "فرح الإنجيل" و"فرح الحب" و"افرحوا وابتهجوا"، وذكر أن مجموعة العمل في المجلس قد قامت بدراسة الرسالة العامة والإرشادين الرسوليين "فرح الإنجيل" و"فرح الحب" نظرا لارتباط هذه الوثائق بعمل المجلس، كما تم تنظيم لقاءات ومنتديات للأطراف المتعاونة مع المجلس لدراسة هذه الوثائق، وهو لم يتم بعد فيما يتعلق بالإرشاد الرسولي الأخير للأب الاقدس "افرحوا وابتهجوا". وتابع مشيرا إلى أن الرسالة العامة والإرشادات الرسولية كلها مترسخة بقوة في عقيدة الكنيسة الكاثوليكية، لكنها في الوقت عينه في تماشٍ مع العمل الموحَّد للكنائس الأعضاء في المجلس المسكوني، وقد أصبحت هذا الوثائق مراجع تتم العودة إليها كثيرا.

ثم تطرقت المقابلة إلى رسالة الأب الأقدس التي تؤكدها مبادراته على الصعيد المسكوني، حيث لا تتمحور هذه الرسالة حول الحوار المسكوني في حد ذاته بل وأيضا حول عمل الأشياء معا كما لو كانت الكنائس شيئا واحدا، مع التركيز على الكرازة وعلى الشهادة المشتركة في قضايا هامة مثل الهجرة، وقال القس مارتين روبرا في هذا السياق إن أفعال البابا فرنسيس هي أفعال مشيِّد للجسور، وأشار من جهة أخرى إلى أن مبدأ العمل معا وكأننا شيء واحد هو ما يميز أيضا نشاط المجلي المسكوني الذي أُطلق عليه اسم "حج العدالة والسلام".

ثم ختم مسؤول العلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية في المجلس المسكوني للكنائس مشيرا إلى أن النجاح الأساسي للحركة المسكونية في السنوات الأخيرة يتمثل في الحالات الكثيرة التي قدمت فيها، بأشكال محددة وملموسة، إسهامات عديدة من أجل السلام والمصالحة.          

    

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.