2018-05-26 12:59:00

الكاردينال غراسياس يلتقي وزير الداخلية الهندي ويعبر عن قلقه حيال تنامي العنف ضد المسيحيين


ما يزال المسيحيون في الهند ضحايا العنف والتطرف المتناميين، إذ أوضحت دراسة نُشرت مؤخراً أن الجماعات المسيحية في البلد الآسيوي شهدت هجمات لا سابق لها على يد المتطرفين الهندوس منذ وصول حكومة رئيس الوزراء مودي إلى السلطة. وقد حمل هذا الأمر الكنيسة المحلية على التعبير عن قلقها المتزايد حيال هذه التجاوزات، وقد فعل ذلك رئيس مجلس الأساقفة المحلي الكاردينال أوزفالد غراسياس خلال لقاء جمعه مؤخراً مع وزير الداخلية الهندي راجنات سينغ. وقد تطرقت إلى هذا اللقاء الهام وكالة آسيا نيوز الكاثوليكية للأنباء والذي وصفته وزارة الداخلية بـ"زيارة مجاملة". وجاء الاجتماع في مرحلة مميزة من تاريخ البلاد إذ تستعد الهند لإجراء انتخابات عامة في العام 2019. وكان رئيس أساقفة دلهي المطران أنيل كوتو قد دعا المؤمنين الكاثوليك في أبرشيته إلى الصوم والصلاة على نية الانتخابات المقبلة وقد أثارت هذه المبادرة موجة جدل في مختلف الأوساط الهندية. وقد تحدث سيادته عن وجود أجواء سياسية مشحونة تعرض للخطر المبادئ الديمقراطية التي ينص عليها دستور البلاد وتهدد أيضا النسيج العلماني للأمة الهندية، كما قال. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل سلبية من قبل حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الذي يحكم في إحدى وعشرين ولاية من أصل الولايات الهندية التسع والعشرين. واعتبر الحزب أن مواقف الأسقف الهندي توجد وراءها دوافع سياسية، وطالبه بالتوقف عن تحريض الطبقات والجماعات، حسبما قال الحزب.

هذا وأوردت وكالة آسيا نيوز أن وزير الداخلية الهندي سينغ أكد للكاردينال غراسياس أن ظاهرة انعدام التسامح غير موجودة في الهند، لافتا إلى أن جميع الأقليات في البلاد تعيش بأمان. في غضون ذلك عبّر اتحاد الكاثوليك في الهند، الذي يُعتبر أكبر منظمة تضم العلمانيين الكاثوليك في البلاد، عبّر عن تضامنه مع مباردة رئيس أساقفة دلهي، وأشاد بشجاعته وقوته الروحية من خلال تسليطه الضوء على هذه الموجة المتنامية من أعمال العنف ضد المسيحيين وباقي الأقليات الدينية. كما عبّر الاتحاد أيضا عن قلقه البالغ إزاء تقاعس الحكومة الهندية عن التنديد بالتعديات على حرية العبادة والتعبير والسعي إلى احتوائها. هذا فيما أوضحت الهيئة الكاثوليكية الهندية أن الحكومة أقرت بقتل مائة وأحد عشر شخصاً خلال العام 2017 وحده في أكثر من ثمانمائة حادث من العنف الطائفي في البلاد وشجعت جميع الأساقفة المحليين على دعوة المؤمنين إلى الصلاة على نية السلام وتبني مبادرات تصب في هذا الاتجاه، شأن مبادرة رئيس أساقفة دلهي. هذا وتشير الأنباء الواردة من الهند إلى أن الأطفال المسيحيين يتعرضون هم أيضا لشتى أنواع التجاوزات ومن بينها إقدام مجموعة من الناشطين الهندوس على اختطاف عدد من هؤلاء الصغار خلال توجههم إلى أحد الاحتفالات الدينية، وتضاف إلى ذلك أشكال أخرى من العنف شأن تعرض الراهبات الكاثوليكيات للاغتصاب الجنسي، وقد سُجلت ثلاث حالات من هذا النوع خلال السنوات الأربع الماضية.








All the contents on this site are copyrighted ©.