2018-05-22 14:22:00

مداخلة رئيس مجلس أساقفة إيطاليا الكاردينال باسيتي في الجمعية العامة للمجلس


عقب افتتاح أعمال الجمعية العامة الـ 71 لمجلس أساقفة إيطاليا أمس 21 أيار مايو بكلمة لقداسة البابا فرنسيس، تحدث إلى المشاركين صباح اليوم رئيس المجلس الكاردينال غوالتييرو باسيتي وبدأ مداخلته معربا عن الفرح الذي نحمله في قلوبنا، حسب ما ذكر، للّقاء الأخوي والصريح والطويل مع قداسة البابا مساء أمس. أكد من جهة أخرى مشاركة الحبر الأعظم المخاوف التي تحدث عنها أمس أمام أزمة الدعوات، كما أشار إلى الـتأمل في كيفية تحويل اقتراحات الأب الأقدس إلى أفعال ملموسة فيما يتعلق بمشاركة أكبر بين الأبرشيات. وأضاف الكاردينال أن الشكر الذي أعرب عنه البابا فرنسيس على الكثير الذي قام به مجلس أساقفة إيطاليا خلال السنوات الأخيرة على درب الفقر والشفافية يشكل تحفيزا للجميع من أجل إدارة للخيور وشهادة مثاليتَين، وتابع مؤكدا أن المجلس لا ينوي تجاهل القضية الثالثة التي تحدث عنها الأب الأقدس، ألا وهي تقليص عدد الأبرشيات.

وجه رئيس المجلس بعد ذلك التهنئة للكرادلة الجدد الذين سيتم تعيينهم في الكونسستوار الذي أعلن قداسة البابا الأحد الماضي عن عقده في 29 حزيران يونيو القادم، ومن بينهم المطران أنجيلو دي دوناتيس نائب قداسة البابا العام على أبرشية روما، والمطران جوفاني أنجيلو بيتشو وكيل الشئون العامة في أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان، والمطران جوزيبي بيتروكي رئيس أساقفة لاكويلا.

ثم توقف الكاردينال باسيتي في مداخلته عند الموضوع الرئيسي للجمعية العامة، أي الحضور الكنسي في الإطار الحالي للاتصالات، فتحدث عن إدراج هذه القضية في التوجيهات الرعوية للمجلس والتي تتحدث عن نشاط تربوي في مجال الثقافة الإعلامية الجديدة، وذلك من أجل بناء فسحة مميزة لرسالة الكنيسة. وتابع أن الهدف الذي تم تحديده لهذه الجمعية العامة هو قراءة المشهد الحالي للاتصالات من وجهة نظر حضورنا والتزامنا الإرسالي والتربوي، وأضاف أنه يندرج في الهدف ذاته الموضوع الآخر الذي دُعي المشاركون في الجمعية العامة للتأمل فيه، ألا وهو المسيرة نحو سينودس الأساقفة الذي سيُعقد في تشرين الأول أكتوبر القادم، وموضوعه "الشباب، الإيمان وتمييز الدعوات". وذكر الكاردينال باسيتي أن اختيار الأب الأقدس هذا الموضوع يشكل فرصة بالنسبة للكنيسة الملتزمة بعمل هام يتمثل في الإصغاء إلى الأجيال الجديدة، إلى جانب الحوار مع المؤسسات المحلية. ويؤكد السينودس بالتالي، تابع رئيس المجلس، أهمية العمل التربوي والذي يعني في المقام الأول تسليط الضوء على مسؤوليتنا كبالغين في الشهادة لمعنى الحياة من خلال إشراك الشباب في الخبرة المسيحية، والتركيز على مركزية الروابط والمشاعر، وهو ما يقدم فيه الانتماء الكنسي إسهاما أساسيا، وأيضا على الوعي بإن النضج الذي يسير نحوه الشباب ينمو مع استعدادهم للعناية بالآخرين وهبة شيء من ذاتهم للآخرين.

هذا وأشار رئيس مجلس الأساقفة إلى المخاوف القلق إزاء المشاكل التي يعاني منها المجتمع الإيطالي جراء أزمة اقتصادية أثرت بعمق على التلاحم الاجتماعي، وتحدث عما وصفها بأجواء يأس يرافقها ضياع ثقافي وأخلاقي. وتابع الكاردينال باسيتي أن هذه الأجواء تؤثر أيضا على السياسة في إيطاليا، وذلك في إشارة إلى الأزمة السياسية الحالية، لكنه أكد في المقابل أن الأمور ليست على تلك الدرجة الكبيرة من السوء لأن الجذور جيدة ولا يزال هناك الكثير من الاستعداد للعمل من أجل الخير العام. ثم تحدث رئيس المجلس عن الإيمان الذي لا يمكنه أن يكون دخانا، بل هو نار ي قلب جماعاتنا حسب ما أضاف، وشدد على الإسهام الفعلي الذي يريد الأساقفة في إيطاليا تقديمه في هذه المرحلة والتي تستدعي إعادة بناء الرجاء وإحداث مصالحة في المجتمع.

وتجدر الإشارة إلى تطرق الكاردينال باسيتي مجددا إلى ضرورة الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط والتي تعاني من الصراعات والمآسي، وقال إنه على قناعة بالحاجة الفورية إلى تنظيم لقاء بين أساقفة البحر المتوسط للتأمل الروحي من أجل السلام في هذه المنطقة، وهو مشروع كان قد طرحه من قبل. وتحدث في هذا السياق عن التطلع باهتمام إلى اللقاء الذي دعا إليه البابا فرنسيس والمزمع عقده في مدينة باري الإيطالية في 8 تموز يوليو القادم. 








All the contents on this site are copyrighted ©.