2018-05-18 12:24:00

الكاردينال كورت كوخ يتحدث عن أهمية الحركة المسكونية


لمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس "المركز من أجل الوحدة" أو Centro Pro Unione في روما أجرى موقع فاتيكان نيوز الإخباري مقابلة مع رئيس المجلس البابوي من أجل وحدة المسيحيين الكاردينال كورت كوخ الذي تطرق إلى أهمية الحركة المسكونية منذ انطلاقتها، وقال إنها كانت حركة صلاة وارتداد كما أنها كانت أيضا حركة إرسالية. واعتبر نيافته أن هذه السمات الثلاث طبعت العمل المسكوني على مدى السنوات الخمسين الماضية، كما لا بد أن يحافظ هذا العمل على حيويته وزخمه في المستقبل إذا ما أراد أن يتجاوب فعلا مع التحديات المعاصرة المطروحة اليوم أمامنا. وشدد الكاردينال كوخ في هذا السياق على أهمية الحوار الذي يشكل عصارة المسكونية. واعتبر أنه فضلا عن اللقاءات والاتصالات الرسمية بين قادة مختلف الكنائس، تعتمد المسكونية بشكل رئيس على الحوارات واللقاءات الرسمية وغير الرسمية التي تحصل بين المؤمنين المنتمين إلى مختلف الكنائس، لاسيما من هم بعيدون عن بعضهم البعض وتحركهم الرغبة في التعرف على الجماعات الكنسية الأخرى والتقرب منها كي يغتني الطرفان بصورة متبادلة. ورأى نيافته أن المؤمن الذي ترعرع في البيئة الكنسية الواحدة يعتقد أنه يعرف واقعه جيداً لكنه يستطيع التعرّف على واقعه بشكل أفضل عندما يتعرف على واقع الجماعات المسيحية الأخرى، ويتمكن من النظر إلى الأمور من زاوية التقاليد المسيحية الأخرى، هكذا يكتشف أشياء جديدة.

ولم تخلُ كلمات رئيس المجلس البابوي من أجل وحدة المسيحيين من الإشارة إلى اللقاءات العدة التي استضافها المركز من أجل الوحدة في روما على مدى العقود الخمسة الغابرة، ووصف هذه اللقاءات بـ"الصحية" و"الضرورية"، لافتا إلى أن الأسباب الكامنة وراء انقسام الكنيسة لم تكن الاختلافات اللاهوتية وحسب بل كانت هناك أيضا أشكال ثقافية مختلفة بين الشرق والغرب.  وهذا التفاوت الثقافي أدى في نهاية المطاف إلى ابتعاد الكنيستين عن بعضهما البعض ومع مرور الزمن أصبح من الصعب بلوغ التفاهم المتبادل. واعتبر أن تخطي هذه الانقسامات يمكن أن يحصل إذا ما وُضعت مسيرة معاكسة، وهذا يتم من خلال التلاقي والحوار والغنى المتبادل. هذا ثم أشار الكاردينال كوخ إلى أنه على الرغم من الخطوات الإيجابية والإنجازات التي تحققت في المجال المسكوني على مدى نصف قرن لم يتم التوصل إلى الهدف المرجو من المسيرة المسكونية ألا وهو الوحدة التامة والمنظورة بين المسيحيين، ورأى نيافته أن هذا الأمر يتطلب الصبر ومزيداً من الوقت.

وذكّر المسؤول الفاتيكاني في حديثه لموقعنا أن انطلاقة العمل المسكوني تعود إلى البابا الراحل يوحنا الثالث والعشرين الذي دعا إلى انعقاد مجمع مسكوني في الفاتيكان من أجل تجديد الكنيسة الكاثوليكية، والعمل في سبيل وحدة المسيحيين، وقد تابع هذه المسيرة خلفه البابا بولس السادس الذي اعتبر أن التقارب بين المسيحيين ومختلف الكنائس هو من بين الأهداف الرئيسة للمجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني. بعدها أكد الكاردينال كوخ أن الوحدة بين المسيحيين لن تتحقق بدون الصلاة، كما أن هذا الهدف لا يتم استنادا إلى قوانا وحسب، وقال بهذا الصدد إن المسيحيين قادرون على تحقيق الانقسامات كما أظهر التاريخ وكما يُظهر الحاضر، لكن الوحدة بينهم هي عطية من الروح القدس. وفي ختام كلمته أكد رئيس المجلس البابوي من أجل وحدة المسيحيين أنه لا يوجد بديل عن الحركة المسكونية، معتبرا أنها أساسية من أجل الحفاظ على مصداقية الإيمان المسيحي ورسالة الكنيسة في العالم المعاصر، كما أنها تشكل استجابة لرغبة الله وهي ثمرة من ثمار الروح القدس، هذا فضلا عن حاجة جميع الكنائس إلى الاغتناء من بعضها البعض.








All the contents on this site are copyrighted ©.