2018-05-10 12:20:00

البابا فرنسيس يزور لوبيانو ويلتقي أعضاء حركة فوكولاري


عند الساعة العاشرة وصل البابا فرنسيس إلى لوبيانو حيث توقف للصلاة في المزار المريمي قبل أن يلتقي أعضاء حركة فوكولاري، تتقدمهم رئيسة هذه الحركة السيدة ماريا فوشيه. بعدها أجاب البابا على أسئلة طرحها عليه الحاضرون من بينها سؤال بشأن كيفية عيش وصية المحبة التي تركها لنا الرب واستهل فرنسيس جوابه متوجها بالشكر إلى أعضاء فوكولاري على الخدمة السخية التي يقدمونها، وعلى إيمانهم بالرب يسوع وحثّهم على المثابرة والحفاظ على ذكرى الأيام الأولى لإيمانهم كما جاء في الرسالة إلى العبرانيين. ولفت البابا إلى أن ثمار الشجرة تنمو لأن الشجرة لديها جذور في الأرض، وفي حال اقتُلعت الشجرة من جذورها – التي هي بمثابة الذاكرة – تموت الثمار.

هذا ثم ذكّر البابا الحاضرين بالشجاعة والصدق اللذين ميّزا شهادة التلاميذ الأولين، تحركهم ثقتهم بالله وبرحمته، ولفت في هذا السياق إلى شجاعة النبي موسى عندما قال للرب: إذا أردت أن تقتل هذا الشعب اقتلني أنا أيضا. كما لا بد أن يوجّه المؤمن قلبه نحو الله ويؤمن بمحبته، لأن هذه المحبة تبدّد المخاوف وتجربة الانغلاق على العيش برخاء. وحذّر البابا من مغبة النميمة التي تقضي على الكنيسة والجماعات وحياة الأشخاص، وقال إن من يكثرون الثرثرة على الآخرين هم كالإرهابين، إنهم يقتلون بدون استخدام القنابل. وتحدث فرنسيس بعدها عن أهمية العيش في إطار عائلة ندرك فيها أننا كلنا أبناء وبنات للآب الواحد، وجميعنا ملتزمون في عيش وصية المحبة المتبادلة. وشجع أعضاء هذه الجماعة على الانطلاق من الواقع الحي الذي تعيشه.

وفي رد على سؤال بشأن التنشئة وسط الجماعات أشار البابا إلى أنه في لوبيانو يعيش الأشخاص اختبار القيام بمسيرة مشتركة، كشعب الله الواحد، وهذه هي ركيزة صلبة لأي شيء آخر. ومن هذا المنطلق يمكن ابتهال المزيد من الزخم من خلال الانفتاح على الروح القدس والتاريخ وعيش المحبة، مع الأخذ في عين الاعتبار أهمية التنشئة الروحية والتدريب في حقل العمل وفي النشاطين الاقتصادي والسياسي. دون أن ننسى التنشئة على الحوار بمختلف تعابيره المسكونية وما بين الأديان، فضلا عن التنشئة الكنسية والثقافية. وشدد فرنسيس في هذا السياق على ضرورة أن تكون هذه التنشئة مقرونة بالاقتراب من الآخرين، كما فعل الله عندما اقترب من شعبه. ولفت البابا إلى أهمية وجود مركز جامعي في لوبيانو يساعد الأشخاص في البحث عن الحكمة وفي بناء ثقافة الوحدة.

وفي معرض رده على سؤال بشأن الدور الذي ينبغي أن تلعبه هذه الجماعة في إطار الكرازة بالإنجيل ومواجهة التحديات المعاصرة، شدد البابا على ضرورة الالتزام في تعزيز التلاقي بين الأشخاص والثقافات والشعوب من أجل التوصل إلى تحالف بين الحضارات، وبناء ثقافة يتقاسمها الجميع، ألا وهي ثقافة التلاقي، معتبرا أن هذا هو التحدي الأكبر المطروح اليوم أمامنا. في الختام وقبل أن يوجه البابا كلمة شكر إلى الحاضرين ذكّرهم بأن الإنجيل حديث على الدوام، وينبغي أن نتذكر أن قيامة الرب من الموت تحمل لنا الزخم اللازم لمتابعة المسيرة.








All the contents on this site are copyrighted ©.