2018-03-30 13:34:00

البابا يحتفل بقداس عشاء الرب ويقوم برتبة غسل الأرجل في سجن ريجينا تشيلي بروما


شاء البابا فرنسيس وللسنة الرابعة منذ بداية حبريته أن يحتفل في السجن برتبة غسل الأرجل التقليدية والتي تتم يوم خميس الأسرار. فقد توجه عصر الخميس التاسع والعشرين من آذار مارس إلى سجن ريجينا تشيلي بروما، والقريب من الفاتيكان، حيث احتفل بقداس عشاء الرب وقام بغسل أرجل اثني عشر شخصا من نزلاء هذا السجن. وكان البابا برغوليو قد قام بهذه الرتبة في سجن كازال ديل مارمو للأحداث ثم في سجن ريبيبيا في العام 2015 وبعدها في سجن باليانو بمحافظة فروزينوي في العام المنصرم. وتفقد البابا السجناء المرضى في المستوصف داخل السجن قبل أن يحتفل بقداس عشاء الرب ويقوم بغسل أرجل اثني عشر سجينا. وقد تخللت الاحتفال الديني عظة للبابا فرنسيس شاء أن يعبّر فيها عن قربه من هؤلاء الرجال ودعاهم إلى الحفاظ دوما على شعلة الرجاء متقّدة. وذكّر البابا بأن الرب يسوع قام بغسل أرجل تلاميذه خلال العشاء الأخير وطلب منهم أن يفعلوا الشيء نفسه مع بعضهم البعض. واللافت أن هؤلاء السجناء هم من سبعة بلدان: أربعة إيطاليون، اثنان من الفيليبين، اثنان من المغرب، مولدافي، كولومبي، نيجيري وسيراليوني، وهم ينتمون إلى أربع ديانات: ثمانية منهم كاثوليك فضلا عن مسلمَين وأرثوذكسي وبوذي.

بالعودة إلى عظة البابا في قداس عشاء الرب ذكّر فرنسيس الحاضرين بأن مهمة غسل الأرجل كانت في تلك الفترة مسوؤلية العبيد، وكانت خدمة يقوم بها هؤلاء الأشخاص دون سواهم. وقد أراد يسوع أن يقوم بهذه الخدمة، ليقدّم لنا مثالا على كيفية وضع أنفسنا في خدمة بعضنا البعض. وذكّر البابا بالتلميذين اللذين طلبا من يسوع أن يجلسا على يمينه ويساره عندما سيأتي في ملكوته. فأجابهما يسوع قائلا إن قادة ورؤساء الأمم يرغبون في التسلط على الآخرين ويحبون أن يُخدموا، لكن ينبغي ألا يحصل هذا الأمر فيما بين الرسل. وقال الرب للجميع إن من هم في الصدارة عليهم أن يخدموا الآخرين. وتابع فرنسيس قائلا إن الرب يسوع قلب المعادلة، والعادة التاريخية والثقافية في تلك المرحلة وفي زماننا الراهن أيضا. وتساءل البابا بعدها كم من الضحايا والقتلى كان من الممكن ألا يموتوا في حال تمسك الملوك وقادة الدول بهذه المبادئ. وذكّر فرنسيس بوجود العديد من الأشخاص في زماننا الراهن يتألمون ويعانون من التهميش والإقصاء، لأن المجتمع تخلى عنهم وطرحهم جانبا، لكنهم يسمعون الرب يسوع يقول لكل واحد منهم "إنك مهمّ بالنسبة لي". تابع البابا عظته قائلا إن بلاطس البنطي قام بغسل يديه، لكن يسوع لا يفعل هذا الأمر، بل ضحى بحياته من أجلنا، لأنه أحبنا. إنه جاء لدى الخاطئين ليخدمهم ويقول لهم إنه يحبهم. هذا ثم أكد فرنسيس أنه من السهل أن نعيش بسلام مع الأشخاص الذين يحبوننا لكن من الأصعب أن نفعل ذلك مع من أساؤوا إلينا، ومن لا يحبوننا، ومن هذا المنطلق لا بد أن نطلب من الرب أن يهبنا جميعاً نعمة العيش بسلام مع بعضنا البعض.

في ختام الاحتفال بقداس عشاء الرب وجّه أحد السجناء كلمة إلى البابا باسم جميع نزلاء السجن وشكره على حضوره، ورد عليه فرنسيس مشيرا إلى أن الحياة مليئة بالكثير من الصعوبات والأمور القبيحة والمحزنة، لكن ينبغي ألا نستسلم لها وأن تُحبط عزيمتنا. وشجع جميع الحاضرين على الحفاظ دوما على الرجاء والسعي إلى زرعه من حولهم. وأكد البابا أن كل عقوبة يخضع لها الشخص المدان ينبغي أن تكون منفتحة على أفق الرجاء، ولهذا السبب إن عقوبة الإعدام ـ مضى فرنسيس إلى القول ـ ليست عقوبة إنسانية أو مسيحية. وقبل عودته إلى الفاتيكان التقى البابا بعدد من السجناء الموقوفين في ما يُعرف بالقسم الثامن المعزول عن باقي أقسام السجن وشاء أن يقدّم هدية للسجن ونزلائه ألا وهي المذبح الذي احتفل عليه بالقداس، وهو عبارة عن عمل بروزني من صنع النحات الإيطالي فيورنزو باتشي، والذي أنجزه في الذكرى السنوية الخمسين لزواجه، وقدمه هدية للبابا خلال المقابلة العامة مع المؤمنين في الثاني عشر من تشرين الثاني نوفمبر عام 2016.








All the contents on this site are copyrighted ©.