2018-03-12 13:37:00

البابا فرنسيس يستقبل برلمانيي وسياسيي مقاطعة مرسيليا في فرنسا


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الاثنين في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان برلمانيي وسياسيي مقاطعة مرسيليا في فرنسا وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أنتم تقومون بزيارة إلى قلب الكنيسة الكاثوليكيّة لاكتشاف العمل الذي يتمُّ القيام به هنا في روما؛ وإذ أشكركم على قبولكم لعيش هذه المسيرة يسعدني أن أحييكم وأتوجّه إليكم.

تابع الأب الأقدس يقول إن الاقتراح الذي قدّمه لكم الأساقفة يشهد على تقدير الكنيسة الكاثوليكيّة للالتزام السياسي عندما تحرِّكه الرغبة بخلق الظروف الملائمة للعيش معًا في احترام الاختلافات، بالتنبُّه لأوضاع الفقر والأشخاص الضعفاء. تواجهون في مناطقكم، كما في العديد من الأماكن الأخرى، مشاكلاً تشكّل تحدّيات بالنسبة لكم في ممارستكم لرسالتكم. في الواقع "تظهر عظمة السياسة حين يتم، ولا سيما في الأوقات الصعبة، العمل بالمبادئ العظيمة والتفكير بالخير العام على المدى البعيد" (كُن مُسبَّحًا، عدد ۱۷۸). إنَّ تاريخ منطقتكم المطبوع بالبعد المتوسِّطي، يشهد على غنى الاختلافات التي تشكِّل إمكانيات حقيقيّة على الصعيد البشري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والديني أيضًا. كما وأنّه من المهمِّ أيضًا الاهتمام، على أساس مبادئ المساعدة والتضامن وفي مجهود حوار سياسي، بالبحث عن تنمية متكاملة للجميع. وتشكِّل في هذا المنظار قيم الحريّة والمساواة والأخوّة الأساس والأفق لممارسة مسؤولياتكم.

أضاف الحبر الأعظم يقول إزاء مشاكل المجتمع، من الأهمية بمكان أن نصبح معزِّزين لنقاش حقيقي حول القيم والتوجيهات المشتركة للجميع؛ ويدعى المسيحيون للمشاركة في هذا النقاش مع مؤمني جميع الديانات وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة من أجل تعزيز نموِّ ثقافة لقاء. بهذا المعنى لتقدكم رغبتكم في خدمة الخير العام لكي تقوموا بكلِّ ما هو ممكن من أجل بناء جسور بين الأشخاص الذين يعيشون أوضاعًا اجتماعيّة واقتصاديّة وثقافيّة ودينيّة مختلفة وكذلك بين الأجيال المتعدِّدة. أشجِّعكم لتخلِقوا أيضًا روابط، بين الفسحات المدنيّة والريفيّة، وبين عالم الدراسة والعالم المهني لكي تغتني ديناميكيّة منطقتكم من المميِّزات المختلفة.

وأخيرًا، تابع البابا فرنسيس يقول أنتم مدعوون لتسعوا على الدوام على الاقتراب من الآخرين، لاسيما من الأشخاص الذين يعيشون أوضاع فقر؛ وألا تستسلموا أبدًا لعدم المساواة الاجتماعيّة، أصل الشرور في المجتمع، بل أن تعزِّزوا ارتدادًا إيكولوجيًّا شاملاً لخدمة الحفاظ على بيتنا المشترك. أُفكِّر أيضًا بالمهاجرين واللاجئين الذين هربوا من بلدانهم بسبب الحرب والبؤس والعنف وبكل ما تمَّ القيام به لمساعدتهم. يتعلَّق الأمر بالمثابرة في البحث عن الوسائل التي تتلاءم مع خير الجميع لاستقبال وحماية وتعزيز تنميتهم البشريّة الشاملة وإدماجهم. فنتمكّن هكذا من المساهمة في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية وأخوّة. وخلُص الأب الأقدس إلى القول وإذ أكِلُ مسيرتكم إلى المسيح، مصدر رجائنا والتزامنا في خدمة الخير العام، أستمطر بركة الرب عليكم وعلى عائلاتكم وبلدكم.








All the contents on this site are copyrighted ©.