مداخلة لمراقب الكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في جنيف بشأن حقوق الأطفال

ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة إيفان يوركوفيتش مداخلة يوم أمس الاثنين أمام المشاركين في أعمال الدورة السابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان خلال جلسة نقاش عُقدت حول موضوع حقوق الطفل. استهل الدبلوماسي الفاتيكاني كلمته مشيداً باسم الكرسي الرسولي بالتقرير الذي أعده المفوض السامي لحقوق الإنسان بشأن حماية حقوق الأطفال خلال الأوضاع الإنسانية الصعبة، ولفت إلى الاهتمام الذي خص به التقرير مسألة السعي إلى ضمان الحقوق الأساسية للأطفال وفي طليعتها الحق في الصحة والتعليم. هذا ثم أشار رئيس الأساقفة يوركوفيتش إلى إحراز بعض التقدّم على هذا الصعيد في الآونة الأخيرة، لكن ما يثير القلق هو أن الكوارث الإنسانية حملت تأثيراً سلبيا كبيراً على قرابة خمسمائة وخمسة وثلاثين مليون طفل حول العالم خلال العام 2017، أي ما يعادل طفلا واحدا من أصل أربعة أطفال.

ولم تخلُ كلمة مراقب الكرسي الرسولي من الإشارة إلى الارتفاع المقلق لعدد الكوارث الإنسانية في مختلف مناطق العالم والتي تُلقي بثقلها على الأطفال الذين هم مستقبل البشرية. وأكد أن الصراعات المسلحة والأزمات المحلية، والكوارث الطبيعية الناجمة عن ظاهرة التبدلات المناخية تولّد أعدادا كبيرة من اللاجئين والمهاجرين والنازحين داخلياً، وهؤلاء الأشخاص يعانون من هذه الأوضاع كل يوم. كما أن العديد من الأطفال يجدون أنفسهم ضحية أوضاع صعبة وهشة في أفقر مناطق العالم، وينتمون إلى أقليات عرقية أو دينية، ومن بينهم لاجئون ومعوقون. ويواجهون خطر الوقوع فريسة أفراد أو منظمات إجرامية تستغلهم في مجال الدعارة وتعتدي عليهم أو تجنّدهم أو تقوم بالمتاجرة بأعضائهم.

وأوضح رئيس الأساقفة يوركوفيتش أن الجماعة الدولية التي تحتفل هذا العام بالذكرى السنوية السبعين لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينبغي أن تتذكّر أن كرامة الأطفال على المحك، ولا بد أن تشكل مصلحة هؤلاء الصغار أولوية بالنسبة للجميع، خصوصا في الأوضاع الإنسانية الصعبة. في الختام وإذ ذكّر سيادته بأن مستقبل كل طفل يتوقف على توفير الرعاية الصحية والتعليم له، حثّ مراقب الكرسي الرسولي الجماعة الدولية والحكومات والمجتمع المدني على التعاون من أجل توفير الحماية للأطفال.