2018-01-27 13:14:00

البابا فرنسيس يستقبل موظفي ومتطوعي الصليب الأحمر الإيطالي


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان عناصر الصليب الأحمر الإيطالي ، ووجه للحاضرين كلمة استهلها مرحبا بهم وقال إن الصليب الأحمر يقدم خدمة ثمينة في إيطاليا وباقي أنحاء العالم، وهو يساهم في نشر ذهنية جديدة أكثر انفتاحاً وتضامنا. وأكد أن عمل موظفي ومتطوعي الصليب الأحمر يحتاج إلى كم أكبر من الامتنان من قبل كل مواطن لأن هذه الخدمة تشمل أوضاعا متعددة، وتواجه العديد من الصعوبات المختلفة. وأشار البابا في هذه السياق إلى المساعدة التي يقدمها الصليب الأحمر لضحايا الزلازل وباقي الكوارث الطبيعية، في محاولة للتخفيف من معاناة السكان المنكوبين مقدمين لهم علامة لقرب الشعب الإيطالي منهم جميعاً. ولفت فرنسيس أيضا إلى التزام الصليب الأحمر الإيطالي في مد يد المساعدة إلى المهاجرين خلال عبورهم البحر، وفي توفير الاستقبال للمهاجرين الوافدين الذين يأملون بالحصول على حسن الضيافة وبتحقيق الاندماج. واعتبر أن حضور الصليب الأحمر إلى جانب المهاجرين يشكل علامة نبويةً، ضرورية في عالم اليوم.

هذا ثم انتقل البابا إلى الحديث عن رسالة المتطوّع، المدعو إلى الانحناء على كل شخص محتاج وإلى توفير المساعدة له بطريقة مُحبة وغير أنانية، لافتا إلى أن هذه الرسالة تحمل إلى الأذهان صورة السامري الصالح في الإنجيل وشدد على ضرورة أن تدفع المشاعر الإنسانية بالشخص إلى العمل على التخفيف من آلام ومعاناة الآخرين، وهذه المشاعر نفسها حرّكت هذا السامري الصالح وحملته على الانحناء على الرجل الجريح والملقى على الأرض. فقد شعر بالرأفة تجاهه، وصار قريباً منه! وأشار فرنسيس إلى وجود العديد من الأطفال والعجزة والنساء والرجال الذين يعيشون غير منظورين على هامش المجتمع، ويبقون في ظل اللامبالاة التي تحول دون رؤية الآخر، وسماع صوته والشعور بآلامه.

وأكد البابا في هذا السياق أن ثقافة الإقصاء هي ثقافة بلا هوية وبلا وجه، إنها تعتني فقط ببعض الأشخاص وتستثني أشخاصا كثيرين، وأشار إلى أن التأكيد على مبدأ الإنسانية يعني تعزيز ذهنية متجذرة في قيمة كل كائن بشري، وتطوير عملية تضع الاهتمام بالأشخاص في صلب الحياة الاجتماعية، لا المصالح الاقتصادية. وعاد البابا إلى مثل السامري الصالح في الإنجيل لافتا إلى أن هذا الرجل تصرف بدون أي تحيّز، وهو لم يطرح الأسئلة على الرجل الملقى على الأرض قبل أن يساعده، لم يسأله عن دينيه، لم يشأ أن يعرف الأسباب الكامنة وراء الاعتداء الذي تعرض له. فقد ضمد جراحه ووضعه في فندق، واعتنى باحتياجاته المادية التي لا يمكن إرجاؤها. وذكّر البابا الحاضرين بأن الرب يسوع نفسه انحنى على البشرية، وعلى جميع الأشخاص بدون أي تمييز، وقدّم خلاصه لكل كائن بشري.

وأشار فرنسيس إلى أن الصليب الأحمر الإيطالي يتقاسم مبادئ الإنسانية والحيادية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تضم مائة وتسعين جمعية وطنية، وتشكل بالتالي شبكة دولية ضرورية من أجل تنسيق وعولمة الإسعافات، وذلك بهدف تعزيز التفاهم المشترك والصداقة والتعاون والسلام الدائم بين الشعوب. وتنمى البابا في الختام أن تبقى هذه الكلمات دوما أساسا لنشاط عناصر الصليب الأحمر ووجه فكره لمن ماتوا خلال تأدية واجبهم، وقال إن هؤلاء لم يفقدوا حياتهم بل وهبوها وهم شهداء الصليب الأحمر ويشكلون مصدر إلهام لزملائهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.