2018-01-05 14:20:00

البابا فرنسيس يستقبل ممثلي الجمعيّة الإيطاليّة للمُعلِّمين الكاثوليك


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان ممثلي الجمعيّة الإيطاليّة للمُعلِّمين الكاثوليك بمناسبة انعقاد مؤتمرهم الوطني وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أشكركم على المساهمة التي تعطونها لالتزام الكنيسة في تعزيز ثقافة اللقاء وأشجّعكم على القيام بذلك بشكل كامل وقاطع. تابع الحبر الأعظم يقول إنَّ المعلِّمين المسيحيين، إن كانوا يعملون في المدارس الكاثوليكية أو في المدارس الحكوميّة، مدعوون لكي يحفِّزوا في التلاميذ الانفتاح على الآخر كوجه وشخص وأخ وأخت نتعرف عليه ونحترمه، بتاريخه وحسناته وسيئاته، غناه ومحدوديّته. إن الرهان هو التعاون على تنشئة شباب منفتحين يهتمّون بالواقع الذي يحيط بهم وقادرين على العناية بالآخرين والحنان، أحرارًا من الحكم المسبق المنتشر والذي بحسبه لكي يكون لك قيمة عليك أن تكون تنافسيًّا وعدوانيًّا وقاسيًا تجاه الآخرين لاسيما تجاه المختلف والغريب أو من يُنظر إليه كعائق لنا في تحقيق ذواتنا. هذا هو "الهواء" الذي وللأسف غالبًا ما يتنفَّسه أطفالنا، والعلاج هو أن يتمكّنوا من تنفُّس هواء مختلف وسليم وإنساني. لذلك من الأهمية بمكان أن يكون هناك عهد بينكم وبين الأهل.

أضاف الأب الأقدس يقول من هنا ننتقل إلى النقطة الثانية، أي إلى العهد التربوي بين المدرسة والعائلة. نعلم جميعًا أنَّ هذا العهد هو في أزمة ومقطوع في بعض الحالات. في الماضي كان هناك دعم متبادل بين الدوافع التي يعطيها المعلّمون وتلك التي يعطيها الأهل. أما اليوم فقد تغيّر الوضع ولا يمكننا أن نعيش في الحنين إلى الماضي، علينا أن نتصرّف إزاء التغييرات المُتعلِّقة بالعائلة أو بالمدرسة ونُجدِّد الالتزام من أجل تعاون بنّاء في سبيل خير الأطفال والشباب. وبما أنَّ هذا التعاون لا يتمُّ اليوم بشكل "طبيعي" علينا أن نعزّزه بشكل منظَّم بمساعدة إسهام خبراء في المجال التربوي. لكن علينا أولاً أن نعزز شراكة جديدة بين المعلِّمين والأهل فيتخلًّوا عن التفكير كجبهات متناقضة وانتقاد بعضهم البعض، ويتفهّموا الصعوبات التي يواجهونها في التربية إذ يخلقون تضامنًا أكبر.

تابع البابا فرنسيس يقول أما الجانب الثالث الذي أريد أن أتوقّف عنده فهو التربية الإيكولوجيّة، بالطبع إن الأمر لا يتعلق فقط بإعطاء بعض المعلومات وتعليمها وإنما بالتربية على أسلوب حياة يقوم على مواقف العناية بالبيت المشترك الذي هو الخليقة. أسلوب حياة لا يكون منفصمًا أي يعتني بالحيوانات التي هي في طور الانقراض ويتجاهل مشاكل المسنّين؛ أو يدافع عن غابات الأمازون ويُهمل حقق العمال بأجر عادل. على الإيكولوجيا التي نربّي عليها أن تكون شاملة، ولاسيما أن تشير إلى حس المسؤوليّة: فلا تنقل شعارات ينبغي على آخرين أن يطبِّقوها بل تولِّد الرغبة في اختبار أخلاقيات إيكولوجية انطلاقًا من خيارات وتصرُّفات حياة يوميّة. أسلوب تصرُّف يجد في الرؤية المسيحيّة المعنى والدافع في العلاقة مع الله الخالق والفادي ويسوع المسيح محور الكون والتاريخ ومع الروح القدس مصدر التناغم في انسجام الخليقة.

وختامًا أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، تابع الأب الأقدس يقول، أريد أن أضيف كلمة حول قيمة أن نكون جمعيّة. إنها قيمة لا يمكننا اعتبارها بديهيّة بل ينبغي علينا أن نعزّزها على الدوام. أحثُّكم على تجديد الرغبة بأن تكون جمعيّة في تذكّر المبادئ المُلهمة وقراءة علامات الأزمنة والنظرة المُنفتحة على الأفق الإجتماعي والثقافي. لا تخافوا من الاختلافات والنزاعات التي نجدها غالبًا في الجمعيات العلمانيّة، لا تخفوها بل واجهوها بأسلوب إنجيلي في البحث عن الخير الحقيقي للجمعيّة. أن تكونوا جمعيّة هو قيمة ومسؤوليّة توكَل في هذه اللحظة إليكم؛ أنتم مدعوون، بمساعدة الله ورعاة الكنيسة، لكي تُثمِر هذه المواهب الموضوعة بين أياديكم. 








All the contents on this site are copyrighted ©.