2017-12-29 14:18:00

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء الجمعية اللاهوتية الإيطالية


استقبل البابا فرنسيس هذا الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء الجمعية اللاهوتية الإيطالية. وجه البابا لضيوفه المائة خطابا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان، ثم انتقل إلى الحديث عن عيد الميلاد الذي نتأمل خلاله بسر الله، الذي أرسل ابنه إلى العالم ليأخذ جسدنا الهش، مشددا على ضرورة أن ينطلق كل تأمل لاهوتي من هذه النقطة بالذات. هذا ثم أشار البابا إلى أن الجمعية اللاهوتية الإيطالية احتفلت هذا العام بمرور نصف قرن على تأسيسها، وتوجه للمناسبة بالشكر إلى جميع الأشخاص الذين عملوا ضمن هذه الجمعية، مثنيا على الإسهام الذي قدمه هؤلاء من أجل نمو وتطوير اللاهوت بشكل يتجاوب مع تحديات الحياة الكنسية الإيطالية.

بعدها أكد البابا أن هذه الجمعية أبصرت النور تجاوباً مع روح الخدمة والشركة الذي تحدث عنه المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وهذا ما ينص عليه البند الأول من النظام الداخلي للجمعية. وسلط البابا الضوء على ضرورة أن تسعى الكنيسة دوما إلى إعلان الإنجيل في عالم تشهد ثقافته تحولات وتبدلات عميقة. ودعا البابا في هذا السياق ضيوفه إلى الحفاظ على الأمانة والرسوخ في تعاليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، مدركين قدرة الكنيسة على إعلان الإنجيل، وهذا ما تبين بنوع خاص من خلال المؤتمرات والدورات الدراسية التي نظمتها الجمعية اللاهوتية الإيطالية خلال العقود الخمسة الماضية، هذا فضلا عن العديد من الإصدارات التي تشكل تعمقاً في الوثائق المجمعية.

هذا ثم أشار البابا فرنسيس إلى أن هذه الجمعية تضم اليوم أكثر من ثلاثمائة وثلاثين لاهوتياً مسلطا الضوء في هذا السياق على أهمية النشاط اللاهوتي الجماعي، لأن هذا العمل لا يمكنه أن يكون فردانياً، أو يندرج ضمن إطار التنافسية. وقال البابا إن الإيمان لا يتطلب من الشخص المؤمن أن يخضع لدراسات أكاديمية في اللاهوت، مشددا على ضرورة أن يسعى كل لاهوتي إلى الانغماس في الإيمان الحي لشعب الله.

بعدها توقف البابا فرنسيس عند ما كتبه في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" عندما شدد على ضرورة أن تعلن الكنيسة على رجال ونساء زماننا الحاضر جوهر الإنجيل ألا وهو جمال المحبة المخلّصة لله، التي تجلت في شخص يسوع المسيح الذي مات وقام من الموت. وأشار إلى الدور المركزي الذي يلعبه اللاهوت في هذا الإطار، المدعو إلى إعادة التفكير في القضايا الكبيرة المتعلقة بالإيمان المسيحي ضمن ثقافة متبدلة. واعتبر البابا فرنسيس أننا نحتاج اليوم إلى لاهوت يساعد جميع المسيحيين على إعلان وإظهار الوجه المخلّص لله الرحوم، خصوصا إزاء بعض التحديات التي يواجهها أناس زماننا شأن الأزمة الإيكولوجية، تطور العلوم العصبية والتقنيات التي يمكن أن تعدّل الإنسان هذا فضلا عن انعدام المساواة داخل المجتمعات، والهجرة والنسبية النظرية وتلك التطبيقية. واعتبر فرنسيس أن اللاهوتيين مدعوون أيضا إلى وضع أنفسهم في خدمة الكنيسة الكاثوليكية وباقي الكنائس أيضا.

في ختام خطابه إلى أعضاء الجمعية اللاهوتية الإيطالية تحدث البابا عن "الذهول" الناجم عن اللقاء مع المسيح قائلا إن اللاهوتي هو الرجل الذي يدرس، يفكر ويتأمل ويفعل ذلك راكعاً، تماما كما فعل الآباء العظام. وأكد البابا لضيوفه أن لشعب الله "حدسا" لاهوتيا حتى عندما يتعلّق الأمر بأشخاص لم يدرسوا قط، هذا ثم حيا الكل وسألهم أن يصلوا من أجله.








All the contents on this site are copyrighted ©.