2017-12-27 13:35:00

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا فرنسيس يتحدث عن معنى ميلاد الرب يسوع


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، وتوقف في تعليمه الأسبوعي عند معنى ميلاد الرب يسوع الذي نعيشه هذه الأيام في الإيمان والاحتفالات. وقال إن تشييد المغارة، ولاسيما الليتورجيا مع قراءاتها البيبلية وترانيمها التقليدية قد جعلتنا نعيش مجددا "اليوم" الذي فيه "وُلد لنا المخلص، المسيح الرب". وأشار إلى أننا اليوم، ولاسيما في أوروبا، نشهد نوعًا من "تشويه" للميلاد: باسم احترام زائف ليس بمسيحي، غالبًا ما يُخفي الرغبة في تهميش الإيمان، يُزال من العيد كل ما يشير إلى ميلاد يسوع. بينما في الواقع إن هذا الحدث هو الميلاد الحقيقي الوحيد! وتابع البابا فرنسيس قائلا: بدون يسوع ليس هناك من ميلاد. وأشار إلى أنه إذا كان يسوع هو المحور، فعندئذ تساهم أيضًا الأضواء والأصوات والتقاليد المحلية المتعددة في خلق أجواء العيد. ولكن إن أزلنا يسوع، يُطفأ النور ويصبح كل شيء مزيّفًا.

أشار البابا فرنسيس إلى أنه من خلال إعلان الكنيسة، فنحن كالرعاة في الإنجيل (راجع لوقا 2، 9) نُرشد كي نبحث عن النور الحقيقي وكي نجده، نور يسوع الذي صار إنسانًا مثلنا: وُلد من فتاة فقيرة غير معروفة، ولدته في مذود، بمساعدة خطّيبها فقط... وأشار الأب الأقدس إلى أن العالم لم يتنبّه لشيء، ولكن في السماء هلل الملائكة. وأضاف أن ابن الله يقدّم لنا هكذا نفسه اليوم أيضًا: عطية الله للبشرية الغارقة في الظلام، وأشار إلى أننا اليوم أيضًا نرى أن البشرية غالبًا ما تفضّل الظلام لأنها تعلم أن النور يكشف عن جميع الأفعال والأفكار التي تسبب الخجل أو تأنيب الضمير. وهكذا، نفضّل البقاء في الظلام وعدم تغيير عاداتنا الخاطئة.

قال البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعي هذا الأربعاء "ماذا يعني أن نقبل عطية الله، أي يسوع. فكما علّمنا هو نفسه بحياته، يعني أن نصبح يوميًا عطية مجانية للذين نلتقي بهم على دربنا. وأضاف الأب الأقدس أن يسوع هو العطية الحقيقية لنا، ومثله، نريد أن نكون عطية للآخرين. تابع تعليمه الأسبوعي مشيرًا إلى أن بولس الرسول يقدّم لنا مفتاح قراءة تلخيصية حين كتب: فقد ظهرت نعمة الله، ينبوع الخلاص لجميع الناس، وهي تعلِّمنا أن نعيش في هذا الدهر برزانة وعدل وتقوى (راجع رسالة القديس بولس إلى طيطس 2، 11 – 12). لقد "ظهرت" نعمة الله في يسوع، وجه الله، الذي ولدته مريم العذراء كأي طفل في هذا العالم، ولكنه لم يأت من "الأرض"، بل أتى من "السماء"، من الله. وأكد البابا فرنسيس أن الله وبتجسد ابنه، فتح لنا طريق الحياة الجديدة، القائمة لا على الأنانية بل على المحبة.

هذا وأشار الأب الأقدس إلى أنه مع الصغار والمحتقرين يقيم يسوع صداقة تتواصل عبر الزمن وتغذّي الرجاء في مستقبل أفضل. ولهؤلاء الأشخاص الممثّلين في رعاة بيت لحم، ظهر نور عظيم (راجع لوقا 2، 9 – 12)، قادهم مباشرة إلى يسوع. ومعهم، في كل زمن، يريد الله أن يبني عالمًا جديدًا، عالمًا لا يوجد فيه أشخاص مرفوضون، تساء معاملتهم، ومعوزون. وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين صباح اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان والتي تمحورت حول معنى ميلاد الرب يسوع، قال البابا فرنسيس لنفتح عقولنا وقلوبنا في هذه الأيام لقبول هذه النعمة. يسوع هو عطية الله لنا، وإذا قبلناه، نستطيع نحن أيضًا أن نصبح عطية للآخرين، وقبل كل شيء للذين لم يختبروا أبدًا الاهتمام والحنان. وهكذا يولد يسوع مجددا في حياة كلٍّ منا، ومن خلالنا، يستمر في كونه عطية خلاص للصغار والمهمشين.








All the contents on this site are copyrighted ©.