2017-12-16 14:49:00

البابا يستقبل أعضاء إتحاد الصحافة الدوريّة الإيطاليّة والإتحاد الإيطالي للمجلات الكاثوليكيّة


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء إتحاد الصحافة الدوريّة الإيطاليّة (USPI) والإتحاد الإيطالي للمجلات الكاثوليكيّة (FISC) وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بضيوفه وقال لديكم واجب لا بل رسالة من أهمِّ الرسالات في العالم: أن تُعلِموا بشكل صحيح وتقدّموا للجميع صيغة عن الأحداث أكثر ارتباطًا بالواقع. أنتم مدعوون لتوفِّروا لجمهور واسع المشاكل المعقّدة إذ تشكّلون وساطة بين المعرفة التي يملكها الأخصائيّون والإمكانيّة الملموسة لنشرها.

تابع الأب الأقدس يقول إن صوتكم الحر والمسؤول هو أساسيٌّ لنمو أي مجتمع يرغب في أن يكون ديمقراطيا لكي يتمَّ تأمين تبادل أفكار ونقاش مثمرٍ يقوم على وقائع حقيقيّة نُقِلت بشكل صحيح. في عالمنا الذي غالبًا ما يسيطر عليه الخوف والسرعة والنزعة الحسيّة على حساب الدقة والكمال، والانفعالية بدل التفكير الواعي، نشعر بشكل مُلحٍّ بالضرورة لمعلومات موثوق بها مع وقائع وأخبار مؤكَّدة لا تهدف لخلق الدهشة والتأثُّر بل تعمل كي تنمي في القُرَّاء حسًّا نقديًا سليمًا يسمح لهم بأن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة الملائمة ويبلغوا الاستنتاجات المُحفِّزة.

أضاف الحبر الأعظم يقول بهذا الشكل نتحاشى أن نكون عرضة للشعارات السهلة وحملات المعلومات المُرتجلة التي تُظهر محاولات التلاعب بالحقائق والأفكار والأشخاص مُسبِّبة "ضجّة إعلاميّة". يمكن للإعلام والمجلات الصغيرة أن تجيب بسهولة أكبر على هذه المتطلِّبات. فهي تملك، في إعداداتها، روابط سليمة تساعدها على خلق معلومات لا تخضع لضغط النزعات العابرة. وهي، في الواقع ترتبط، بالمناطق التي تصدر فيها وأقرب للحياة اليوميّة للجماعات وأكثر التصاقًا بالوقائع بجوهريّتها. إنها صحافة ترتبط بشكل وثيق بالديناميكيات المحليّة والمشاكل التي تولد من عمل مختلف الفئات، بالمصالح والوقائع التي لا تجد بسهولة القنوات لتعبِّر عن نفسها بشكل ملائم.

تابع البابا فرنسيس يقول تشارك في هذا المنطق أيضًا المجلات الأبرشيّة المنتسبة للإتحاد الإيطالي للمجلات الكاثوليكيّة والذي يحتفل خلال هذه الأيام بالذكرى الخمسين على تأسيسه. يمكن لهذه الأمور جميعها أن تشكل أدوات نافعة للبشارة وفسحة يمكن للحياة الأبرشيّة من خلالها أن تعبّر عن ذاتها ولمختلف المكوّنات الكنسيّة أن تتحاور وتتواصل بسهولة. إن العمل في المجلات الأبرشيّة يعني أن نشعر بشكل خاص مع الكنيسة المحليّة ونعيش القرب من الناس في المدينة والقرى ولاسيما أن نقرأ الأحداث في ضوء الإنجيل وتعليم الكنيسة. هذه العناصر هي "البوصلة" لأسلوبه في الصحافة وفي رواية الأخبار وعرض الأفكار.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن المجلات الأبرشية المدموجة بأشكال التواصل الرقمي الجديدة تبقى أدوات ثمينة وفعّالة تحتاج لالتزام مُتجدِّد من قبل الرعاة والجماعة المسيحيّة بأسرها ولانتباه السلطات العامة. نشعر بالحاجة المُلحّة لأخبار تُنقل بدقَّة وكمال، بأسلوب هادئ بشكل يعزّز تأملاً مثمرًا وبكلمات متنبِّهة وواضحة ترفض تضخيم الخطاب المُبهم وغير الواضح. من الأهميّة بمكان أن يُصار إلى تقديم، بصبر ومنهج، معايير حكم ومعلومات لكي يصبح الرأي العام قادرًا على الفهم والتمييز.

تابع الأب الأقدس يقول إنَّ المجتمع يحتاج لأن يتمَّ احترام الحق بالمعلومات بالإضافة إلى احترام كرامة كل فرد يلتزم في العمليّة الإعلاميّة لكي لا يتعرّض أحد للأذى في حال غياب علامات المسؤوليّة الحقيقيّة والمفصّلة. لأجل جميع هذه الأسباب نتمنّى ألا ينقص أبدًا الالتزام من قبل الجميع في سبيل تأمين وجود وحياة هذه المجلات وأن يتم احترام عمل وكرامة جميع الذي يقدّمون عملهم فيها.

في ختام هذا اللقاء، خلص البابا فرنسيس إلى القول أريد أن أشجّعكم جميعًا على متابعة عملكم بالتزام وثقة وأدعو المجتمع المدني ومؤسساته ليقوموا بما باستطاعتهم لكي يتمكّن الإعلام والمجلات الصغيرة من القيام بواجبهم ويعطوا صوتًا لغنى الجماعات المحليّة المختلفة ولمناطقهم. 








All the contents on this site are copyrighted ©.