2017-12-14 15:09:00

البابا فرنسيس: حنان الله يظهر في جراحنا


حنان الله كميزة خاصة به هو محور العظة التي ألقاها قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان والتي استهلّها انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجية اليوم من سفر النبي أشعيا ومن المزمور الذي نقرأ فيه: "… مَراحِمُهُ تَشمَلُ كُلَّ خلائِقِهِ". إنَّ الصورة التي يقدّمها أشعيا هي صورة إله يكلِّمنا كما يكلِّم الأب ابنه، وحنانه هو حنان أب وأم، كما يذكّرنا أيضًا: "هَل تَنسَى المَرأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرحَمَ ابنَ بَطنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنسَينَ، وَأَنَا لاَ أَنسَاك"؛ هو يحملنا في أحشائه، إنّه الإله الذي يُصبح صغيرًا ليُفهِمنا وليجعلنا نثق به فنتمكَّن من أن نقول له بشجاعة مع بولس: "أبا، أيها الآب!". هذا هو حنان الله.

تابع الأب الأقدس يقول صحيح أن الله يؤدِّبنا أحيانًا ولكنّه بحنانه يقترب منا ويخلِّصنا، وهذا هو سرّ وأحد الأمور الجميلة. إنّه الإله الذي يصبح صغيرًا ولكنّه يبقى عظيمًا في صغره. وفي هذه الجدليّة بين العظيم والصغير نجد حنان الله العظيم الذي يصبح صغيرًا، والصغير الذي هو عظيم، وعيد الميلاد يساعدنا في فهم هذا الأمر: الإله الصغير في مذود.

أضاف الحبر الأعظم يقول إنَّ الله لا يساعدنا وحسب ولكنّه يقطع لنا وعودًا بالفرح وبغلّة كبيرة ليساعدنا على المضي قدمًا، الله هو أب وبالتالي ليسأل كل منا نفسه "هل أنا قادر على التكلّم مع الرب كأب أم أنني أخاف؟" قد يسألني أحدكم: "ولكن أين هو المكان اللاهوتي لحنان الله؟ أين يمكننا أن نجد جيّدًا حنان الله؟" في الجراح! عندما تلتقي جراحي بجراحه، لأننا بجراحه شُفينا. وذكَّر البابا في هذا السياق بمثل السامري الصالح وقال هناك انحنى السامري على الرجل الذي عَرَّاه اللصوص وانهالوا علَيهِ بِالضَّرب، فخلَّصه وضمَّد جراحه ودفع ما توجّب عليه لشفائه. هذا هو المكان اللاهوتي لحنان الله: جراحنا. وختم الأب الأقدس عظته حاثًا الجميع على التأمّل خلال النهار بدعوة الرب لكلِّ فرد منا: "أرني جراحك، أريد أن أشفيها!" 








All the contents on this site are copyrighted ©.